كلمة رئيس قسم الشريعة الإسلامية
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد،،
فإن قسم الشريعة الإسلامية أحد الأقسام العلمية بكلية القانون، يشرف ويدرس أساتذته المواد الشرعية المقررة على طلبة الكلية.
وتتجسد استقلالية القسم من حيث تخصص منتسبيه من الطلبة في مرحلة الدراسات العليا، باعتبار أن أقسام الكلية العلمية جميعها لا تخرج طلبة ينسبون إليها في المرحلة الجامعية (الليسانس). ويدرس أساتذة القسم طلبة الدراسات العليا مواد تخصصية في المرحلة الممهدة للحصول على درجة الإجازة العالية (الماجستير) وكذلك في مرحلة الإجازة الدقيقة (الدكتوراه) بعد اعتماد مجلس الكلية للبرنامج الجديد المقترح لتدريسها، وكان للقسم في هذا الجانب إسهامات تمثلت في منحه درجتي الدكتوراه والماجستير للعديد من الباحثين.
ويهدف قسم الشريعة الإسلامية من أدائه لرسالته التعليمية إلى تكوين طلبة ذوي ثقافة مزدوجة وإعداد كوادر مؤهلة للفصل فيما قد يثار من منازعات تتعلق بهذا التخصص، بحيث يكون لديهم – أولاً – تصور كافٍ عن طبيعة علم الفقه الإسلامي، وعلاقته بالمجتمع والأنشطة الإنسانية، وذلك بعرض مسائله عرضاً فيه من الوضوح بقدر ما فيه من العمق، وفيه من الأصالة بقدر ما فيه من التجديد، ثم بتوظيف أسلوب الموازنة والمقابلة بين موضوعات الشريعة والقانون، بصورة تبرز جهد فقهائنا ودورهم في تطوير الفكر العالمي فيما يتصل بالتشريع، وتؤكد أصالة فقهنا الإسلامي وتميزه واستقلاله، وتظهر خصوبته وسعته وقدرته على مسايرة التطور ومواجهة كل جديد؛ وصولاً إلى تأصيل القضايا الفقهية التي تمثل للمسلمين المنظومة القانونية التي تجسد قواعد التعامل الإسلامي بين الآحاد وبين الجماعات والدول بحيث يطمئن قلب كل طالب للحقيقية، ويرد عن أي تساؤل أو تشكيك قد يثيره البعض في هذا الشأن، خاصة وأننا في مرحلة نأمل منها أن يكون لشريعتنا الإسلامية السمحة مكان الصدارة في تشريعاتنا، ولا علينا مع هذا أن نفيد من كل خير نجده في التفكير القانوني لأي أمة من الأمم، وبهذا نؤدي جزءاً من واجبنا تجاه شريعتنا وديننا.