قسم اللغة العربية

المزيد ...

حول قسم اللغة العربية

قسم اللغة العربية

نبذة عن القسم

يُعَدُّ قسم اللغة العربية من أوائل الأقسام العلمية بالجامعة افتتاحًا، حيث أنشئ لغرض تخريج الكوادر العلمية المؤهلة لتدريس اللغة العربية وآدابها، والعلوم الإسلامية بفروعها المختلفة، لطلاب مراحل ما قبل الجامعة، والإسهام في رفع كفاءة متعاطي العمل باللغة العربية في التعليم والإعلام، وكافة المناشط الأخرى.

بدأ العمل بقسم اللغة العربية منذ منتصف الستينيات من القرن الماضي، وكان ينضوي أول الأمر تحت كلية المعلمين العليا، التي سميت فيما بعد بكلية التربية.

حقائق حول قسم اللغة العربية

نفتخر بما نقدمه للمجتمع والعالم

50

المنشورات العلمية

23

هيئة التدريس

373

الطلبة

0

الخريجون

البرامج الدراسية

No Translation Found
تخصص No Translation Found

No Translation Found...

التفاصيل

من يعمل بـقسم اللغة العربية

يوجد بـقسم اللغة العربية أكثر من 23 عضو هيئة تدريس

staff photo

د. فرج امحمد علي دردور

* المستـوى العلمــي: 2008: متحصـل علـى درجــة الدكتــوراه بتقدير الشرف فـي علــم اللغــة التطبيقي، (تقنيـات التعليــم)، مـن جامعـة نانسـي فرنســا. 2004: متحصـل على درجـة الماجستـير في علــم اللغــة التطبيقي، (دراسة تحليلية للوسائل التطبيقية المتبعة في طـرائق التدريـس اللغوية)، من جامعة نانسي فرنسـا. 2001: متحصـل علـى دبلــوم فـي اللغـــة الفرنسيــة، مـن مركــز الدراســات اللغويـة بجامعـة فرنـش كمتـي بيزنسون فرنسـا. 1998: متحصل على دبلوم دراسـات عليا لنيل درجة الماجستير في علوم اللغة، من جامعة الزاويـة. 1996: متحصل على درجـة الليسانس في اللغة العربية، من كلية التربية بجامعة طرابلس. * بحوثي العلمية المنشورة في مجلات علمية محكمة: 1 ـ صدر لي كتاب باللغة الفرنسية بعنوان: لغة التربية والحوار، اصدار الجامعة الأوربية في ألمانيا.. 2 ـ بحث بعنوان: (تعليم من أجل غد يسهم في تطوير أدوات الحوار اللغة عنوانه والنطق السليم مبتغاه) نشر في مجلة اللسان المبين، عام 2011، صادرة عن قسم اللغة العربية في كلية الآداب بجامعة طرابلس. 3 ـ بحث باللغة الفرنسية بعنوان: (التاريخ العميق للنظام الصرفي والنحوي في اللغة العربية)، نشر في مجلة كلية اللغات بجامعة طرابلس، عام 2012. 4 ـ بحث بعنوان: (الدرس اللغوي على حرف واحد اللام دراسة صرفية)، نشر في مجلة عالم التربية، عام 2014 في القاهرة مصر. * الخبـــرة: 2015 ـ 2021 ـ محاضر في كلية التقنية الطبية بجامعة طرابلس، وكلية الفنون والإعلام بنفس الجامعة. 2010 ـ 2015 ـ محاضر في كلية الآداب بجامعة طرابلس. 2011 ـ 2012 ـ مستشار بوزارة التربية والتعليم. 2009 ـ باحث مرشح من الهيئة القومية للبحث العلمي الفرنسية، قسم الدراسات اللغوية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا. 2000 ـ 2010 ـ موفد لفرنسا لنيل درجة الماجستير على حساب ليبيا، وأتممت الدكتوراه على حساب فرنسا. 1992 ـ 1999 ـ متفرغ بشكل نظامي لمواصلة الدراسة في كلية التربية بجامعة طرابلس، والعليا في جامعة الزاوية. 1987 ـ 1992 ـ رئيس قسم المسائي والمنازل في الإدارة العامة للامتحانات باللجنة الشعبية العامة للتعليم العام. 1985 ـ 1986 ـ موظف في قسم المتابعة باللجنة الشعبية للتعليم ببلدية طرابلس. * مقالاتي في العلوم التربوية وتقنيات التعليم، وقد نُشر بعضها بموقع وزارة التربية والتعليم وصفحتها على الفيس بوك، وبعض المواقع والصفحات المهتمة بالتعليم والبحث العلمي ومنها على سبيل المثال لا الحصر: 1 ـ التعليم التشاركي على المحك. 2 ـ الصفات الشخصية والمتطلبات المهنية للمعلم. (سلسلة مقالات). 4 ـ المعلم ثقل المهام وضيق الحال. 5 ـ الفصول الدراسية ونظام العمل في مجموعات. 6 ـ المعلم والدور المفقود. 7 ـ تقويم مفاهيم المعلم لإصلاح السلوك. 8 ـ التعليم والأساليب المتنوعة في التقويم. 9 ـ التعليم الإلكتروني وأفاق المستقبل. 10 ـ القراءة غذاء للفكر ومهذبة للسلوك. * حركة الترجمة من اللغة الفرنسية إلى اللغة العربية والعكس أيضاً: أقوم بترجمة كثير من التقارير العلمية والثقافية والإخبارية من المجلات والصحف الفرنسية وأنشر ترجمتها في بعض الصحف المحلية وعلى صفحتي بالفيس بوك وصفحتي الرسمية بالفيس بوك، وفي مدونتي بموقعي الخاص، وما هو منشور على الروابط التالية للتمثيل فقط: 1 ـ مقالة علمية من مجلة جونتسيد العلمية بعنوان: "حبيبات معدنية قوية قادرة على تفتيت الطلقات النارية"، ترجمة/ د. فرج دردور http://fdardour1.blogspot.com/2017/06/blog-post_92.html 2 ـ تقرير استراتيجي، من صحيفة ليفيقاروه الفرنسية بعنوان: "الحرب ضد القذافي، انتصاراً تكتيكياً وفشلاً استراتيجيا"، ترجمة/ د. فرج دردور http://archive2.libya-al-mostakbal.org/news/clicked/40060 3 ـ موضوع علمي من مجلة جونتسيد العلمية بعنوان: "اكتشاف كوكب صالح للسكن يشبه الأرض"، ترجمة/ د. فرج دردور http://fdardour1.blogspot.com/2017/06/blog-post_6.html 4 ـ تقرير صحفي من صحيفة لوموند الفرنسية بعنوان : "تفجير طرابلس دليل على غياب الدولة"، ترجمة/ د. فرج دردور http://archive2.libya-al-mostakbal.org/news/clicked/33669 5 ـ عجائب العلم من مجلة جونتسيد العلمية، بعنوان: "الطيور تتقيد بتحديد السرعة على الطرقات"، ترجمة/ د. فرج دردور http://fdardour1.blogspot.com/2014/07/blog-post_14.html 6 ـ تقرير صحفي من صحيفة جون أفريك الفرنسية بعنوان: "لعنة القذافي"، ترجمة د. فرج دردور http://www.almukhtaralarabi.com/w23-%D8%AF+.+%D9%81%D9%80%D8%B1%D8%AC+%D8%AF%D8%B1%D8%AF%D9%88%D8%B1.html * وهذه بعص الصحف والمجلات التي ترجمت من مواضيعها المكتوبة باللغة الفرنسية إلى اللغة العربية، وهي منشورة إلكترونياً في صفحتي على الفيس بوك وتويتر وكذلك بعض الصحف: 1 ـ مجلة جونتسيد العلمية، أقسام، ترجمت منها عن: الصحة، الثقافة العامة، علم الفضاء والفلك، علوم البيئة. 2 ـ صحيفة ليفيقاروه الفرنسة، القسم الإخباري والقسم العلمي. 3 ـ صحيفة لوموند الفرنسية، القسم الإخباري والقسم العلمي. 4 ـ صحيفة لوبوان الفرنسية، الشأن الليبي. 5 ـ صحيفة جون أفريك الفرنسية، الشأن الليبي. 6 ـ صحيفة لبزرفاسون الفرنسية، قسم التقارير. 7 ـ صحيفة لو بارسيا الفرنسية، قسم الأخبار. * كتاباتي باللغة الفرنسية وترجمة من العربية إلى الفرنسية ونعطي مثالين فقط من مواضيع كثيرة: 1 ـ لمحة تاريخية عن أصول الكتابة العربية، مكتوب باللغة الفرنسية، بقلم/ د. فرج دردور. http://fdardour1.blogspot.com/2013/02/blog-post_522.html 2 ـ لغة القرآن بين الأصالة والاستشراق، مكتوب باللغة الفرنسية، بقلم/ د. فرج دردور. http://fdardour1.blogspot.com/2013/09/blog-post_10.html 3 ـ تاريخ اللهجات العربية وواقعها الليبي، مكتوب باللغة الفرنسية، بقلم/ د. فرج دردور http://fdardour1.blogspot.com/2017/06/blog-post.html 4 ـ وصف التاريخ الاجتماعي واللغوي الليبي، مكتوب باللغة الفرنسية، بقلم/ د. فرج دردور http://fdardour1.blogspot.com/2013/06/la-libye-redige-par-farag-dardour.html 5 ـ بعض المشاكل التقنية في التعليم الليبي، مكتوب باللغة الفرنسية، بقلم/ د. فرج دردور http://fdardour1.blogspot.com/2013/02/didactiques-redige-par-d.html * مختصر لبعض اهتماماتي ونشاطاتي: * الظهور الإعلامي المكثف بصفة (كاتب وأكاديمي) عن طريق اختياري كضيف برامج حوارية وثقافية وسياسية، وذلك عبر العديد من القنوات التلفزيونية المحلية والعربية والدولية وهي على النحو التالي: قناة ليبيا بانوراما، قناة ليبيا روحها الوطن، قناة ليبيا 218، قناة الرائد، قناة ليبيا لكل الأحرار، قناة ليبيا الوطن، قناة ليبيا 24، قناة ليبيا الحدث، قناة الوطنية، قناة العربية الحدث، قناة الحرة الأمريكية، قناة العربي اليوم اللندنية، قناة أوربت اللندنية، قناة البي بي سي البريطانية، قناة 24 الفرنسية، قناة العاصمة سابقاً، قناة الدولية سابقاً، قناة ليبيا أولاً سابقاً. وهذه روابط عليها بعض الفيديوهات التي تبين هذا النشاط: https://www.youtube.com/results?search_query=%D9%81%D8%B1%D8%AC+%D8%AF%D8%B1%D8%AF%D9%88%D8%B1 وهذا الرابط: https://plus.google.com/u/0/116161613328621052143 وهذا الرابط: https://www.google.fr/search?q=%D9%81%D8%B1%D8%AC+%D8%AF%D8%B1%D8%AF%D9%88%D8%B1&safe=strict&tbm=vid&ei=vu81WdOdDIncgAaBrJKgAg&start=10&sa=N&biw=1093&bih=509&cad=cbv&bvch=u&sei=yvA1WabRBMzLgAabpI54#q=%D9%81%D8%B1%D8%AC+%D8%AF%D8%B1%D8%AF%D9%88%D8%B1&safe=strict&tbm=vid&start=0 * مدونتي موقع إلكتروني خاص بي على الرابط: http://fdardour1.blogspot.com، باللغتين العربية والفرنسية. ويوجد بها بحوثي ومقالاتي العلمية باللغتين العربية والفرنسية. بعضاً منها منشوراً في المجلات العلمية محكمة، وبعضها منشور على هيئة مقالات بالصحف المحلية والدولية. * كاتب صحفي نشرت لي عشرات الصحف المحلية والعربية والدولية مئات المقالات الصحافية والثقافية: أذكر منها: الصحف الورقية وهي: المختار، قورينا، برنيق، الآن، ليبيا الاخبارية، الكلمة، طرابلس المحلية، الأندلس، البلاد الآن، البلاد، المنارة، ليبيا الحرة، المنبر، سوق الجمعة، ليبيا اليوم، ليبيا الوطن، أخبار ليبيا. والصحف الالكترونية وهي: ليبيا المستقبل، الوطن الليبية، أخبار ليبيا، المتوسط اللندنية، الوطن الفلسطينية، الشروق التونسية،، جرايرس الجزائرية الشروق الجزائرية، التايمز الجزائرية،، هبة برس المغربية، مغرس المغربية، اليوم السابع المصرية. وهذ بعض الروابط: 1 ـ صحيفة ليبيا المستقبل الإلكترونية في رابطين: http://www.libya-al-mostakbal.org/reporter/73 http://archive2.libya-al-mostakbal.org/archive/author/2287 2 ـ صحيفة المرصد: "التوافق هدفنا والحوار مخرجنا"، بقلم/ د.فرج دردور. https://almarsad.co/2016/05/02/%D8%AF-%D9%81%D8%B1%D8%AC-%D8%AF%D8%B1%D8%AF%D9%88%D8%B1-%D9%8A%D9%83%D8%AA%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%88%D8%A7%D9%81%D9%82-%D9%87%D8%AF%D9%81%D9%86%D8%A7-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%B1/ 3 ـ صحيفة دنيا الوطن الفلسطينية: "ليبيا: الإعلام الدموي وسيلة للاستئثار بالسلطة"، بقلم د. فرج دردور. https://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2016/05/06/402809.html 4 ـ بوابة أفريقيا الإخبارية: " البنية القبلية بين نكران الوطن وإثبات الذات"، بقلم/ د. فرج دردور http://www.afrigatenews.net/content/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A8%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D9%86%D9%83%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B7%D9%86-%D9%88%D8%A7%D8%AB%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D8%A7%D8%AA 5 ـ محرك البحث القوقل: https://www.google.fr/search?q=%D8%AF.+%D9%81%D8%B1%D8%AC+%D8%AF%D8%B1%D8%AF%D9%88%D8%B1&safe=strict&source=lnms&sa=X&ved=0ahUKEwjtj7nv-KfUAhVJ1RQKHRXxAhYQ_AUIBSgA&biw=1093&bih=509&dpr=1.25 * ومن اهتماماتي تقنيات التعليم اللغوية، والتواصل المكثف عبر (وسائل التواصل)، من خلال صفحة رسمية علمية تمد الباحثين ببعض ما يحتاجونه في المجالات العلمية والثقافية المتعددة هذا رابطها: https://www.facebook.com/pages/%D8%AF-%D9%81%D8%B1%D8%AC-%D8%AF%D8%B1%D8%AF%D9%88%D8%B1-Farag-Dardour/341846015957090?ref=hl ، مشاركاتي الثقافية: 1 ـ اليوم عالمي للثقافة الذي تنظمه وزارة الثقافة وكانت لي مشاركة فيه هذا رابطها: https://www.youtube.com/watch?v=XIkhDqJD5tc 2 ـ محاضرات ثقافية عامة نظمتها لي وزارة التربية والتعليم، ألقيتها على تجمعات من المعلمين، وهذا رابط: https://www.youtube.com/watch?v=k9ENn0dc6SQ 3 ـ اليوم العالمي للصحافة، واجتماعات كثيرة مدنية تتعلق بالمجال الإعلامي والثقافي. 4 ـ منتديات علمية ومنها المنتدى الثقافي لجامعة طرابلس، ويمكن الاطلاع على أرشيف الصور على صفحتي بالفيس بوك ومحركات البحث. 5 ـ اليوم العالمي للغة العربية. 6 ـ ورشة عمل حول مسودة الدستور. 7 ـ ورشة عمل حول مصرف ليبيا المركزي وعلاقته بالاقتصاد الليبي. 8 ـ ورشة عمل حول المشاريع المعمارية المتوقفة بعد ثورة فبراير. 9 ـ ورشة عمل حول المخاطر التي تتعرض لها المدن الأثرية في ليبيا. 10 ـ ندوة حول مبادرة تدعم التوافق السياسي. وما توفيقي إلا بإذن الله

منشورات مختارة

بعض المنشورات التي تم نشرها في قسم اللغة العربية

فن المعارضات الأدبية في النثر الأندلسي في القرن الخامس الهجري

في إطار محاكاة الأندلسيين أو معارضتهم للمشارقة ، وفي ضوء المنافسة الشريفة التي كان دافعها الحب الصادق والولع الشديد بالابتكار والاختراع ، لقد أثمرت هذه المنافسة التي قامت على قدم وساق في الأندلس أثناء حركة الازدهار العلمي والأدبي، وتهيئة الأسباب المباشرة لانتشاردورالعلم، ومراكزه المتعددة في جميع أرجاء الأندلس، وإقامة المكتبات والاهتمام بشراء المؤلفات من جميع بقاع الدنيا في كافة الفنون والعلوم، ومن خلال تبادل الرحلات بين المشرق والمغرب. من أبرزالنتائج التي توصلت إليها في دراستي لفن المعارضات النثرية، ما يلي: التغيرالفكري الإنساني يفتح آفاقًا لقراءة العلاقة مع التراث من جهة، وإنارة جوانب متعددة من هذا التراث من جهة أخرى، وكل أدب له خصوصية حسب التغير الذي طرأ عليه، ويكون بدلالات متعددة اتسعت لأنواع مختلفة مما انتجته تلك الحقبة، وتعدّ المعارضة الأدبية عملًا بعث وإحياء للتراث عن طريق إحياءه بروح العصرالجديدة. المعارضات النثرية تثري النقد الأدبي عن طريق تلك المقارنات اللطيفة بين المعارِض والمعارَض بإظهار المتفوق والإشارة إلى المخفق، وكل ذلك يجعل لدى الناقد مادة جمة ، وحصيلة واسعة كى يصدر أحكامه ويوضح وجهة نظره ، والإفصاح عن رأيه في تلك المعارضات. قامت فكرة المعارضات أساسًا على محاولة تحطيم النص النموذج ، وإمالة الناس إلى نص بديل هدفه إعادة انتاج المعرفة ، وتخليص الفكر من نص قامت عليه هالات من التقديس فترة طويلة، ومن هنا نرى أن الباعث الحقيقي لفن المعارضات ليس تثبيت فضل السبق، ولكن تثبيت فضل الزيادة ، وفضل الزيادة ليس مفهومًا مرسخًا لمبدأ السبق، لكنه قائم على صرف النظرعن النص السابق لصالح النص اللاحق فنيًا. ردًا على من قال إن الأندلسيين ساروا على نهج المشارقة تقليدًا مما اضطرابن بسّام إلى إطلاق صرخة قوية للحد من هذا التقليد ، وردًا على من قال بأن للأندلسيين طبيعة خلابة لو نظروا إليها استغنوا عن مناظرات ابن الرومي وتشبيهات ابن المعتز. ردَّاً على ما تقدم ، أن الأندلسيين يريدون إثبات الذات الأندلسية ، ويريدون أن يظهروا أنهم قادرون على الابتكاروالإجادة والإبداع في الموضوع نفسه رغبة منهم في التحدي والمنافسة. وعن ظاهرة التقليد للمشارقة، أن الأندلسيين لوتركوا الموضوعات المشرقية، ولم يؤلفوا على منوالها. قيل عنهم أنهم لا يستطيعون النسج والسيرعلى طريقة المشارقة، وأنهم وجدوا صعوبة فيها ، ولكن الأندلسيين ، تعدوها ، وبحثوا عن طرق أخرى، وهذا هو التحدي بعينه والتفوق. إشتراك البيئتين الأندلسية والمشرقية في الموروث العام ، يجعل صورالتشابه - هذه حقيقة يجب أن نعيها تمام الوعي- لا حين نتحدث عن الأدب الأندلسي وحسب، بل حيث نتحدث عن الأدب في كل قطر من الأقطار الإسلامية التي وجدت طريقها إلى الاستقلال السياسي في هذا العصرأو ذاك ، والمعروف العام لا يعني الشركة في مواد العمران وحسب بل يمتدَّ فيشمل الشركة في وسيلة التعبير، وفي الموروث العام. وضوح آثار التعاون في خلق الروح الأندلسية الأدبية والفكرية والعلمية في شتى النواحي ومختلف الجوانب ، وإن النهضة العامة في القرن الخامس الهجري كانت الثمرة اليانعة للعلوم والآداب والفلسفة، بل ظهرت هذه الثمرة في ميدان الحياة الإنسانية كلها. إيراد قدر كبير من المعارضات في الذخيرة ، دليل على أن ابن بسّام يهتم اهتمامًا كبيرًا بتبيين مظاهر الابداع لدى الأندلسيين، وكون الذخيرة مصدرًا لها ، دليل آخر على أنه كان ذا حس فني، وذوق راقيين يجعلانه يدرك الأعمال الأدبية الراقية التي تستحق التخليد. تمتازالمعارضات الوصفية بأنها معارضات أدبية ذات بداية ووسط ونهاية ، كما أنها ذات رابط شعوري وحركة ، ولعل هذا راجع إلى أن أوصاف الأندلس و أخصب مجالاتها كان في حضن الطبيعة ، وليس هذا أن المشرق لم يصف الطبيعة بل أن كُتَّاب القرن الخامس الهجري وجهوا عناية خاصة لهذه الأوصاف، ولكن في معارضات الأندلس الوصفية نحس أن الاحساس بالطبيعة ؛ هو المرتكز الأساسي الذي تدور حوله الأوصاف. نجحت النصوص النثرية الأندلسية المعارِضة في خلق إبداع متجدّد نابع مما هو أصيل؛ بالغة بذلك تحقيق هدفين في الوقت عينه: أولهما ـ تأصيل الهوية الأدبية الأندلسية بالارتداد إلى المشرق. ثانيًهما ـ تأسيس انطلاقة أدبية أندلسية خالصة، اعتمادًا على ما هو كائن (الموروث المشرقي)، وصولاً إلى ابتكارالجيّد الجديد، ابتكارالبضاعة الأدبية الأندلسية، التي لا يتعالى أو ويعزف عليها، أو فضول منهم كما فعل الصاحب بن عباد في المشرق. أضيف مفهومًا للمعارضة ، فهي ربط الحاضر بالماضي، واتصال لحلقات التطوّر الأدبي للأمة ، وأسلوب نقد ومحاورة التراث وإيصاله للأجيال المتعاقبة ، بنقله بالفائدة والمعنى لا بالنص. تعتبرالمعارضة وجهًا للصراع الحضاري بين القدماء والمحدثين، وكذلك بين المتعاصرين، إذا كانت المعارضة مرتبطة بزمن واحد، وهي تمثل إظهار القدرة على التأليف، أوالتحدي، وحازت جميعها مكانة أدبية مرموقة في النثرالأدبي، على مستويات اللغة والأسلوب والمضمون. اعتمدت المعارضات الزهرية على الشعر تجسيدًا لإحساس أو انتصارًا لفكرة، فضمّن كل من ابن برد الأصغر والحميريِّ وابن الباجيَّ نسيج معارضاتهم أبياتًا من الشعرِ، أما ابن حسداي، فقد أكثرمن الاستعانة به،ولكنه مال إلى حلَّ المعقود. تمتازهذه المعارضات بأن فيها تقصيًا واستيعابًا لمحاسن كل زهر، وعيوبه. الخطاب الديني هو أساس المعارضات المطرية، إلا أن الاستشهاد النّصّي المباشر بالآيات القرآنية والأحاديث الشريفة كان قليلاً. فقام النص الأدبي من خلال المعاني والأفكار والأساليب ،التي بين ثنايا منثورهذه النصوص. اتبع كُتَّاب المعارضات المطرية الأسلوب الوصفي فمن خلال ألفاظه يوحي بشيء من الحركة أو اللون للمنظر الموصوف ، وفـي بـعض الأحيـان يـميـل إلـى الرسم ، معتمدً ا في ذلك على التأمل والحركة. الأسلوب الوصفي يقسم الموضوع، فيجعل له بداية ووسط وخاتمة، وتتيح للكاتب استعراض ثقافته الأدبية بضروب متعددة. صورت لنا المعارضات الزرزورية بعض جوانب الحياة الاجتماعية الأندلسية ، وبروز طبقة الفقراء والكدّيين ، وطريقة توسلهم للأغنياء وتقربهم منهم بالمدح والثناء عليهم لغرض التكسب والحصول على الرزق، كما نجحت في نقل صورة البيئة الأندلسية المحلية، والظروف الطبيعية التي تمر بها بعض الأحيان ، مما يؤثر سلبًا على السكان والحياة الاقتصادية الأندلسية. احتفى كُتّابُ الزرزوريّات بالسجع من البدايات إلى النهايات ، والتنوع في الحروف الأواخر، التي تخلق النغمة الموسيقية العذبة ، وكذا الطباق والجناس، وتوظيف الموروث أدبيًا وتاريخيًا احتفاء يُجسَّدُ رغبتهم في إظهار سعة معارفهم، وقدرتهم على توظيفها، وهم في احتفائهم هذا لا يُجارون أبا الحسين بن سراج ، الذي جاءت زرزوريته خالية من الاستعانة بالموروث ، اللهم إلا في موطن واحد ببيت من الشعر لأبي تمام ختم به نصه، وسلك بها مسلك الإيجاز والاختصار، والرقع القِصَار المجمَلة ، فيعد من أمهر الكُتَّاب. اتكأت الزروريات على الشعر محلولا ًومعقودًا، الشعرالذي تخلل النثرجاء مناسبًا لموضعه غيـر قلق ولا مضطرب، وهـو إلـى ذلك جـيد الحَـوْكِ حـسن المعنى، وتخللت المعارضة آيات من القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، والأعلام والأمكنة ذات الصبغة التاريخية. كان ابن الجدّ وأبو بكر البطليوسي أكثر كُتاّب المعارضات الزرزورية احتفاء بالموروث. تقترب معارضة مجهول أول من معارضة ابن عبد البرّ في جزالة الألفاظ ، وقوة المعاني، وتوظيف للموروث بدقة ، أما المعارضة الثانية فقد جاءت دونهما طولاً وتوسُّعًا في الاتكاء على التراث ، وحذا حذو ابن عبد البرّ في بناء معارضته. تفسيرالردّعلى معارضة ابن عبد البرّ له وجهان، أولهما عفويّ: يرمي إلى التفاعل الأدبي، والغوص في وجدان معارضة ابن عبد البرّ. ثانيهما ـ قصْديٌّ: وهو تعمد منافسة ابن عبد البرّ والصّوْغ على قالبها بالمعالجة اللغوية، إذا سلمنا أن عنصرالمعارضة ضيق وحرجٌ جدًا. فالحدث واقعة تاريخية، ومسرحها معلوم زمانًا (450هـ)، ومعروف مكانًا: (إمارة إشبيلية)، والشخصيات: (عباد المعتضد بالله واسماعيل بن عباد). تبين أن هناك أوجه اتفاق، وجوانب اختلاف في هاتين المعارضتين المعتضديتين، المجهول الأول والمجهول الثاني، مع معارضة ابن عبد البرّ، فالمعارضة الثانية حدت حذو معارضة ابن عبد البرّ، فجاءت المعارضة الأولى تقريرية أما معارضة المجهول الأول اختزل سرد الأحداث؛ لأن الإطالة تفضي إلى الملالة، وأخذ يطيل القول واعظًا ومعتبرًا، مسلطًا الضوءعلى الخيانة مضمونها وتداعياتها، والعقاب الصارم مـن الأب، مستندًا في حديثه على الموروث الحضـاري. نجح أصحاب المعتضديات الثلاثة في نقل أخبارالحادثة بلغة واضحة ومتينة، استخدموا فيها التراكيب النحوية، والصيغ الصرفية ، والتشبيهات المقربة للصورة، التي أدت لتقوية المعنى، والاستعارات، ثم الكنايات المادحة للمعتضد، والذامة لابنه الغادر،وكذا التنويع التركيبي في التقديم والتأخير، وقلب للمعنى تقديمًا، والإشارات كلها مفرغة في قوالب مسجوعة محكمة، وقد حوت العديد من الدلائل، وهذا يدل على التمرس الأدبي والقدرة الإبداعية للكُتّاب. اقترح ضرورة إعادة نتاج المعارضة المعتضدية ، فنصوص المعارضات تعدّ بحقّ تحف من المعمار اللغوي للأدب العربي؛ فهى تحفة نفيسة نادرة ، فنجد عناصرها تكاملت من زمان ومكان وشخصيات وأحداث ، وبهذه العناصر جعلت مهمة المنافس صعبة ودقيقة، فمعارضة ابن عبد البرّهي العصماء – فهى يتيمة - ابن عبد البرّ. تشتد الحاجة إلى تحقيق المخطوطات التي تنشرآثارالأدب الأندلسي، ولا أحد ينكر أن ما نشرعن الأندلس لا يزال قليلاً. وغاية ما أرجوه مخلصة أن أكون قد وِّفقتُ حقًا في إضافة شيء للأدب الأندلسي. والله أسأل أن يرزقني السداد في القول ، والإخلاص في الفكر والعمل ، وهو حسبي ونعم الوكيل.
محضية محمد عبد الصمد الخويلدي (2014)
Publisher's website

قضايا الأصول النحوية عند ابن السراج من خلال كتابه (الأصول في النحو)

بعون الله وتوفيقه وتسديده، وعلى ضوء ما حصلت عليه من المصادر والمراجع والدراسات السابقة تمكنت من إتمام هذه الدراسة، فالحمد لله حمداً يليق بجلاله وعظيم سلطانه. بعد دراسة الأصول النحوية عند ابن السراج من خلال كتابه (الأصول في النحو) والتطواف معها في موسوعات النحو والأصول نستطيع أن نقول: إن هذه الدراسة قد وضعت أيدينا على حقائق أستطيع أن أقول إنها نتائج توصلت إليها بعون الله وهي: إن هذا الكتاب لا يدور حول موضوع أصول النحو بمعنى أدلته كما عرفنا في عصر ابن الأنباري، فأصول النحو لديه هي أبوابه وعوامله وعلله، فهو لم يخصص كتابه للبحث في أدلة النحو من سماع وقياس وإجماع واستصحاب حال، إنما وردت هذه الأدلة في ثنايا كتابه ومباحثه في قضايا النحو و أبوابه، إذن هذا الكتاب ليس بحثا في أصول النحو بل هو يتناول أبواب النحو بالدرس، فأصول النحو لديه الأبواب النحوية اللازمة للتعلم. يعتبر ابن السراج الطارق الأول ﻠ (علم أصول النحو) واضعاً يده على بداياته، فهو المقدمة المباشرة لنشأة علم أصول النحو بمفهومه فيما بعد عند ابن جني والأنباري والسيوطي. طبق ابن السراج الأصول بمعنى الأدلة من سماع وقياس وإجماع واستصحاب حال في كتابه (الأصول في النحو). توسع في السماع فاعتد بالاستشهاد بالقرآن وقراءاته، فهو يقدمه على غيره ويعتبره الشاهد الأول في كل موضوع من موضوعات كتابه، وقد توسع في الاستشهاد بالقرآن الكريم، وصرًّح بهذا في مواضع عديدة من كتابه، حتى إنا نجد في الصفحة الواحدة من كتابه أنه يستشهد بأكثر من آية أو آيتين، وهو نفسه يشير إلى قيمة الاستشهاد بالقرآن، إذ يقول: "أنه أفصح اللغات وسيدها". كما استشهد ابن السراج بالقراءات وكان موقفه منها معتدلا، فلم نجده يشير إلى قراءة باللحن، ولم يفضل قراءة على أخرى، ولم يخطي قراءة ولم يرجح قارئاً على آخر. استشهد ابن السراج بالحديث لكنه لم يكثر الاستشهاد به، وغالباً ما يستشهد به لتوضيح شاهد قرآني جاء في مسألة من المسائل. توسع في الاستشهاد بالنثر بما يشمله من أقوال العرب وحكمهم، كما أكثر ابن السراج من الاستشهاد بالتراكيب و النماذج النحوية، وقد أكثر ابن السراج من الاستشهاد بالشعر واعتمد عليه اعتمادا بالغا في تأكيد القواعد، حتى إنك لا تجد قاعدة لم يستدل عليها ببيت أو بيتين، وهي من السعة بحيث لا يمكن الإحاطة بها، ومن الملاحظ أن ابن السراج غالبا ما يأتي بالأبيات الشعرية بعد تأكيد القاعدة بالقرآن أولا، كما نسب أكثر الأبيات إلى أصحابها واستشهد بشعر شعراء الطبقات الثلاث، طبقة الجاهليين، فأورد شعرا لأمريء القيس والنابغة والأعشى وطرفة وأورد شعرا لطبقة المخضرمين، ومنهم حسان بن ثابت الأنصاري وشعرا لطبقة الإسلاميين، كجرير والفرزدق والأخطل، كما استشهد بالأبيات كاملة، وقد يكتفي من بعض الأبيات بالصدر أو العجز. وقد ذكر ابن السراج القياس وصرح به في العديد من المواضع فلا يبدو للقياس حدود في كتاب ابن السراج، وإن ذل ذلك على شيء فإنما يدل على اتساع أفق ابن السراج واعتماده على هذا الأصل. ذكر ابن السراج الإجماع وصرح به، والإجماع عنده أصل مرعي لا تصح مخالفته، ولذلك أعطاه قيمة ظاهرة و التزمه في كثير من أحكامه، فهو يقف من إجماع النحويين والعرب موقف التقدير والاحترام، فلا يجوز عنده خرق ذلك الإجماع أو مخالفته، سواء أكان إجماع العرب أم إجماع النحويين. اعتمد ابن السراج على أصل استصحاب الحال في مواضع عديدة، وإن لم يصرح به ولم يسمه استصحاب الحال أو استصحاب أصل كما كان لدى النحويين بعد عصره، كما نجده يداخل بين القياس واستصحاب الحال عندما يعطي الفرع حكم الأصل استصحابا وقياسا. وأخيراً أحمد الله الذي بنعمته تتم الصالحات حمداً يوازي نعمه أن وفقني لإتمام هذا البحث، وأسأله سبحانه أن يجعله خالصاً لوجهه الكريم إنه سميع مجيب وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
فوزية محمد عمر شلوف (2012)
Publisher's website

تحقيق جزء من مخطوط البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي من الآية 219 من سورة البقرة إلى الآية 41 من سورة آل عمران مع دراسة قراءة أبي السمال قعنب العدوي الواردة في كامل التفسير

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعود بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، وأصلي وأسلم على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد النبي الأمين، وعلى آله وأزواجه أمهات المؤمنين، وعلى أصحابه الغر الميامين، ومن والاهم وسار على نهجهم وتبعهم بإحسان إلى يوم الدين. وبعد: فإن خير العلوم التي يشغل بها المرء نفسه، وأفضلها هي علوم القرآن الكريم لا سيما إذا كان هذا العلم علما يُستخرج به فرائد الدر من الكتاب العزيز، وجواهر الياقوت والزمرد من ثنايا الآيات القرآنية الكريمة، وبيان معانيها، واستنباط أحكامها وحكمها. ولا يكون ذلك إلا بعلم التفسير الذي به وُثّقت أقوال الصحابة والتابعين لهم من السلف الصالح في تفسير الآيات، ونقل فهمهم لها بما تلقوه عن النبي وقد اهتم علماء الإسلام بهذا العلم اهتماما كبيرا فصنفوا فيه تصانيف جليلة تحمل في ثناياها تراثا عظيما، وكنزا علميّا قيما. ومن أجل ما صُنِّف في هذا العلم تفسير البحر المحيط لأبي محمد بن يوسف الأندلسي الغرناطي الذي ألمَّ فيه بأقوال من سبقه في هذا الباب محللا ومناقشا ومستعرضا آراءهم في غاية من التراكيب البليغة، والأساليب الفريدة التي تدل دلالة قاطعة على مكانته في هذا العلم، ومكانة تفسيره الجليل بين التفاسير. وإن كان تفسير البحر المحيط قد تم إخراجه في عدة طبعات محققة وغير محققة إلا أنها ـ ومع الجهد المبذول فيها ـ أخل فيها أصحابها بنص الكتاب فتعددت فيها الأخطاء المطبعية فضلا عن السقطات التي جاءت في المتن فخرج غير سليم في كثير من مواضع التفسير،وسأبين ذلك من خلال الحديث عن الدراسات السابقة ـ إن شاء الله تعالى ـوتقوم الرسالة على جانبين : الأول: تحقيق جزء من مخطوط التفسير يبدأ من: الآية 219 من سورة البقرة إلى الآية 41 من سورة آل عمران. الآخر: دراسة وتوجيه قراءة أبي السمال قعنب العدوي الواردة في كامل التفسير. وقد كان التمهيد عن أبي حيان من نصيب طالب قبلي فأعرضت عنه. وقد قدمت جانب التحقيق على جانب الدراسة؛لأني استخرجت وجمعتُ قراءة أبي السمال من تفسير البحر المحيط، فهي جزء منه؛فقدمتُ الكل على الجزء، سائلا الله ـ العلي العظيم ـ أن أكون قد وُفِّقتُ فيما قمت به من عمل. أسباب اختيار الموضوع: يرجع سبب اختيار تحقيق تفسير البحر المحيط إلى أسباب عدة منها: حب كتاب الله، والطمع في رضوانه، ومغفرته، وثوابه بخدمة كتابه العزيز. ارتباط هذه الدراسة بالقرآن الكريم، هذا الكتاب الذي يقف الإنسان عاجزا عن إدراك أسراره اللغوية، والبلاغية، والإحاطة بها مهما اعتقد أنه قد وصل إلى أعلى درجات العلم. إن تفسير البحر المحيط يمثل مرحلة من مراحل التطور الفكري في استخدام النحو لتفسير معاني القرآن؛إذ حشد فيه أبو حيان آراءَ جمعٍ غفيرٍ من النحاة الذين سبقوه، فلا تكاد تخلو صفحةٌ من صفحاته من رأي سابق في النحو، والإعراب،. ولم يكن عمله مجرد حشد، وتجميع، وإنما قابل تلك الآراء بالشرح، والتقويم، والنقد، وربما أضاف رأيا لم يسبقه إليه أحد من قبله. يُعدُّ تفسير البحر المحيط المرجع الأول، والأهم لمن أراد أن يقف على وجوه الإعراب لألفاظ القرآن الكريم، وبذلك فهو يعد موسوعة إسلامية كبيرة، ومصدرا مهما في كثير من الدراسات. يعد تفسير البحر المحيط من أكثر التفاسير المهتمة بالإعراب، والقراءات تداولا بين العلماء، والدارسين؛لغزارة مادته، وسهولة فهمه واستعابه. غموض موضوع القراءات في أذهان الكثير من القارئين لكتاب الله ـ سبحانه وتعالى. التعريف بالقراء. معرفة موقف أبي حيان من القراءات المتواترة منها، والشاذة. إن تفسير البحر المحيط بحاجة ماسة إلى إعادة تحقيق؛لما في الدراسات السابقة من قصور في منهج التحقيق. إبراز شخصية علمية مرموقة، لها إسهامات في الدراسات القرآنية، والنحوية، والبلاغية، والأدبية. الإسهام في إحياء تراث هذه الأمة العظيمة، وإخراجه للناس للاستفادة منه في الصورة التي أرادها لها المؤلف ما استطعت إلى ذلك سبيلا. رجاء رضى الله والتقرب إليه، ومصاحبة رسولهe في جنات الخلود. أهمية الموضوع العلمية: مهما تكلمت عن تفسير البحر المحيط فإنني لن أوفيه حقه، ولن أستطيع أن أُلمَّ في هذا العرض بكل ما يتعلق بأهميته العلمية للقارئ، والدارس، والباحث؛ففيه وضع أبو حيان خلاصة علمه الذي استخلصه منذ أن أكبَّ على العلم حتى أواخر حياته، ومن أهم ما يقال: يُعدُّ هذا التفسير من أجل كتب التفسير التي اعتنت بالنحو، والإعراب، وتوسعت فيه ـ ولا عجب في ذلك ـ فمؤلفه قد بلغ مكانة مرموقة قي العربية، ولا أدلَّ على ذلك من كتابه ( ارتشاف الضرب ) الذي يُعَدُّ أجمع موسوعة جمعت ما قاله المتقدمون، والمتأخرون. اهتم فيه مؤلفه بحشد رواية القراءات، وتوجيهها، والاحتجاج لها، والدفاع عنها، وتخريجها على أحسن الوجوه، ولا يخفى أنه كان عالما في القراءات، وقد أجازه الكثيرون، وروى عن الجم الكثير، حتى إن شيوخه بلغوا نحو أربعمائة وخمسين، وزد على ذلك أنه عَمَّرَ طويلا حتى بلغ التسعين قضى جُلها في التعلم، والتعليم، والتأليف. هذا المؤلف هو أضخم مؤلفاته، وقد ألفه في السابعة والخمسين من عمره، وكان أستاذا للتفسير حينها؛فأودع فيه الغرائب، والأفكار، وهو بحق منهج للتطبيق النحوي على الأساليب القرآنية الكريمة. يمثل هذا التفسير مرحلة مستقلة من مراحل النحو، والتفسير، وهي كما اسماها د. إبراهيم رفيدة ـ رحمه الله ـ : "مرحلة الشرح، والتقويم، والنقد" يعد مصدرا، ومرجعا لا غنى عنه لأي باحث، وطالب في مجال الإعراب، والتطبيق النحوي، وللباحث في الروايات صحيحها، وشاذها، ووجوهها اللغوية. يعد مراجعة عامة، وتقويما لأقوال المفسرين، والمعربين النحويين الأوائل.
صالح علي جقلول السوكني(2010)
Publisher's website