التأييد التركي للقضايا العربية في الألفية الثالثة
دخلت العلاقات العربية التركية مرحلة جديدة منذ نهاية العقد الأخير من القرن العشرين بشكل عام، وبداية الألفية الثالثة بشكل خاص. فنتيجة للتغييرات الملحوظة في البيئية الداخلية والخارجية، تبنت تركيا بارادايم جديد للسياسة الخارجية عكس عموما الابتعاد عن البارادايم التقليدي الذي حصر خيارات السياسة الخارجية التركية في دائرتين رئيسيتين تتعلق الأولى منها بحلف الأطلسي وتجسد الثانية منها أوروبا. إذن، فإشكالية الدراسة تتبلور في السؤال التالي: كيف ولماذا التأييد التركي للقضايا العربية في الألفية الثالثة؟ أما فيما يتعلق بفرضية الدراسة، فإنه تربط التأييد التركي للقضايا العربية بالتغييرات البيئية المحيطة بتركيا في الألفية الثالثة, فالرأي العام التركي أصبح متحمسا لتغيير الوضع القائم، وبالتالي أصبحت السياسة التركية أكثر اهتماما بالجذور الإسلامية للشعب التركي الأمر الذي نتج عنه زيادة الاهتمام بدور إقليمي يتمشى ومكانة تركيا في عالم القرن الحادي والعشرين. كما شهدت البيئية الخارجية المحيطة بالسياسة الخارجية التركية تغييرات ملحوظة، حيث إن تفكك الاتحاد السوفيتي سابقا وانهيار الكتلة الشرقية وبروز العولمة لفت من جديد انتباه تركيا إلى العالميين العربي والإسلامي.
إن بروز البارادايم الجديد للسياسة الخارجية التركية قد نتج عنه تغيير الموقف التركي تجاه القضايا العربية، حيث تحولت من موقف الحياد واللامبالاة إلى موقف المؤيد بشكل عام. فبيانات هذه الدراسة أكدت على إن تركيا تؤيد، إلى حد كبير، القضايا العربية المتعلقة بالقضية الفلسطينية والصراع العربي-الإسرائيلي خلال الألفية الثالثة. لكن عندما يتعلق الأمر بقضايا عربية ذات طبيعة جدلية، مثل حقوق الإنسان، فإن التأييد التركي يصبح أقل وضوحا. إذن، فالتغييرات البيئية المحيطة بتركيا قد أسفرت عن زيادة التأييد التركي للقضايا العربية في الألفية الثالثة، وهي حلقة كانت مفقودة في إطار البارادايم التقليدي للسياسة الخارجية التركية.
arabic 92 English 0
د. مصطفى عبد الله أبو القاسم خشيم(3-2018)
موقع المنشور