Digital Repository for faculty of Arts Tripoli

Statistics for faculty of Arts Tripoli

  • Icon missing? Request it here.
  • 26

    Conference paper

  • 27

    Journal Article

  • 9

    Book

  • 0

    Chapter

  • 34

    PhD Thesis

  • 241

    Master Thesis

  • 0

    Final Year Project

  • 14

    Technical Report

  • 2

    Unpublished work

  • 1

    Document

من ملامح الأزمة السياسية للخلافة الأموية في بلاد الأندلس (316 - 422هــ / 929 - 1031م)

إن المتمعن في تاريخ الدولة الأموية (عصر الخلافة)، يصنفها أنها أقوى مراحل التواجد الأموي هناك، لما شهدته الفترة من نجاحات وإنجازات أذهلت العقول، وأزاغت العيون، ولكن بذور الضعف كانت قد تداخلت منذ جنوح بعض الزعامات بإقطاعاتهم، وشقهم لعصى الطاعة، وما عصر الخلافة الأموية إلا عصر إحياء للدولة الأموية، فما أن توارى عبد الرحمن بن محمد وإبنه الحكم المستنصر عن الدنيا، حتى وقعت البلاد في أيدي الحاجب محمد بن أبي عامر اليمني وليستمر في حكم البلاد لم يجد وسيلة أنجح من اقتفاء أثر الخلفاء حتى في نظامه الوراثي لتقع البلاد من جديد في دوامة الإنشقاقات والاستقلال بالمدن بظهور الزعماء الطامحين وغياب الحاكم القوي ومن خلال ما تمت دراسته من أزمة بلاد الأندلس في عصر الأحياء الأموي أو عصر الخلافة كما جرت العادة في تسميته يتوصل الباحث لعدة نتائج منها: إن بذور الشقاق التي زرعت في بلاد الأندلس لم يكن سببها وجود زعماء طامحين فحسب بل أن الولاة والأمراء من بعدهم ساهموا في نشرها بإقطاعهم الكور لهؤلاء الزعماء مما زاد من قوتهم وميلهم إلى تكوين دولة خاصة بهم من خلال ضم الكور المجاورة لهم وساعد في ذلك ضعف الحكام وعدم سيطرتهم على مقاليد الأمور. لقد كان لجوء عبد الرحمن لإعلان الخلافة بسبب ضعف القاعدة الشعبية أو العصبية المساندة وقوة الأخطار الخارجية وعلى رأسها الجبهة المغاربية بظهور الدولة الفاطمية. إن إعلان الخلافة الأموية فرضته ظروف تلك الفترة فالبلاد تعاني من ضعف كبير والعصبية المساندة والداعمة للحكم غائبة ومغيبة ونتيجة لاندثار العصبية لابد من وجود ما يعوض هذا النقص ولا سبيل لجمع الكلمة سوى اللجوء إلى الجانب الروحاني، وإعلان الخلافة وما تعنيه الخلافة لبلد يعاني من الانشقاق مع موجود الخطر النصراني في الشمال، وهذا لا يعني أن الخطر العبيدي لم يكن بالدافع القوي لإعلان الخلافة فتأخر الخلافة منذ قيام الدولة الاموية في بلاد الأندلس إلى عصر عبد الرحمن وتأخرها من إعلان الخلافة العبيدية في بلاد المغرب سنة (297هـ حتى 316 هـ) كان لإدراك عبد الرحمن أن المد العبيدي الساعي لامتلاك المغرب حتى المحيط هو الخطر الداهم الذي ينبغي الاحتراس منه. على الرغم من نجاح الاستراتيجية المتبعة داخل بلاد المغرب ودرء الخطر العبيدي إلا أن هذه الاستراتيجية لم تتعد كونها كسب الحلفاء أو تحييدهم بدعوة مساندهم ضد العبيديين وبصيغة أخرى كانت السيادة الأموية على بلاد المغرب سيادة اسمية. إن عدم نجاح النظام الوراثي ليمد في حياة الخلافة الأموية ناتجاً عن غياب العصبية المساندة للخليفة ووقوع الخليفة تحت أوصياء غرباء ذهب بدولته أدراج الرياح ولم يخدم الحظ هذه المرة الأمويين بظهور صقر جديد ينتشل البلاد من خطر السقوط من جديد. كان للجهاد ضد نصارى الشمال دوراً في كسب تأييد القاعدة الشعبية باعتبار الخليفة هو حامي العالم الإسلامي والمدافع عن دين الله. ظهرت بلاد الأندلس بطوائفها المختلفة وكأنها تنتظر مثل هذه الظروف لتقتسم البلاد فيما بينها دون أن يضعوا في حساباتهم الخطر النصراني في الشمال.
أحمد المهدي مكاري(2009)

دور الخطاب الإعلامي في فترة النبوة والراشدين 1 - 40ﮪ / 622 - 661م

بعد أن ناقشت الدراسة في فصولها ومباحثها موضوعها المتعلق بـ (دور الخطاب الإعلامي في فترة النبوة والراشدين - 1 - 40ﮪ / 622 - 661م)، وحاولت معالجة إشكاليتها والتحقق من فرضياتها، والإجابة على تساؤلاتها، خلصت إلى النتائج التالية: عرف سكان شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام استخدام وسائل إعلامية متعددة تتناسب مع بيئتهم وطبيعة تركيبتهم السكانية ونمط معيشتهم وحركتهم وأن ذلك الواقع قد أثر مباشرة على ذهنيتهم وبالتالي نوعية الإعلام الذي مارسوه. أن الالتزام القبلي كان المحرك الأساسي لازدهار المقولات الإعلامية المتمثلة في الشعر والخطابة والنثر، كما أن المفاهيم الدينية كان لها دور في التأثير على الخطاب الإعلامي لدى كل من المخاطب والمتلقي، وعلى تبدل مضامين ذلك الخطاب، خاصة بعد معرفة المفاهيم التوحيدية؛ وهو الأمر الذي أثر على نوعية أساليب الخطاب الذي اعتمدته الدعوة الإسلامية لاحقا. توصلت الدراسة إلى أن الخطاب الإعلامي قبل الإسلام قد انحصر في الشعر، الخطبة والاستفادة من التجارة وأسواقها كمواقع لبث ذلك، وأن الخطاب الإعلامي الإسلامي استفاد من ذات الأساليب، إلا أن المتغير قد كان في المضمون الذي اعتمد على ما جاء به القرآن الكريم من مثل وقيم وإرشادات وتهذيب للسلوك، إذ أنه إعلام عن عقيدة وشريعة وأخلاق في غاياته ومجاله. اعتمد الرسول (ص) وسائل إعلامية لبث الدعوة لعل أهمها الخطبة النبوية وذلك بالاتصال الشخصي بالناس، وبإيفاد البعثات إلى الملوك والأمراء، ولم يمانع في استخدام النثر والشعر لهذه الغاية وللتصدي لأعداء الدعوة أو الإعلام عنها وفق أخلاقيات الإسلام. كما أن الإسلام أدخل أساليب إعلامية جديدة مثل الآذان وخطبة صلاة الجمعة والحج، واشترط بتطابق القول مع الفعل. وأن كل ذلك جاء متأثراً في الغرض والأسلوب بالقرآن الكريم. رسخ الإسلام مفهوم أن كل مسلم هو أداة اتصال فاعلة مؤثرة متحركة تقوم على غاية نشر الدعوة والإعلام عنها فكراً وسلوكا. أن الإعلام الإسلامي في بداية الدعوة قد خاطب الناس وفق مواقعهم وفئاتهم: المؤمنون، أصحاب الديانات التوحيدية ثم الكافرون. ووجه خطابه إلى كل منهم بما يتلاءم وموقعه ترغيبا وترهيبا من المصير الذي ينتظره. هذا الإعلام جاء معلنا عن دعوة إلهية، يهتدي بما جاءت به، تمت صياغته وفق ما نزل من وحي على الرسول (ص)، وبالتالي فهو ليس حالة تطورية لما سبقه أو لما سيأتي بعده، ولا لحاجة آنية لها أجل، بل التأكيد على أن ضرورته ومحتواه متصل بحكم كونه نصوصا قرآنية لها صفة الديمومة والاستمرارية ما فتيئت الحياة الدنيا باقية. إن الإعلام الإسلامي عن الدعوة قد مر بمراحل تدريجية بدأت بالإعلام السري إذ أن ما تنادي به هو عقيدة مغايرة لما سبقها، ثم انتقلت إلى الإعلام عن ذاتها بالحسنى، وتواصل ذات الهدف بعد وفاة الرسول (ص). بغياب الرسول (ص) بدأت مرحلة إعلامية جديدة، استندت على سنته، لكن غاب عنها الوحي الذي اعتمدت عليه في فترته عليه الصلاة والسلام. فلقد استخدمت أساليب المساجلات الإعلامية في حدث سقيفة بني ساعدة في النقاش الذي احتدم بين الأنصار والمهاجرين حول من يتولى قيادة المسلمين. استخدمت ذات الوسائل الإعلامية السابقة من خطابة ونثر وشعر ومحاولات للتأثير والإقناع. إلا أن ذلك كله قد طغى عليه الصياغ الإسلامي. وفي مواجهة الردة شهدت الدولة العربية الإسلامية إعلاما استند على الاتصال المباشر بالناس ومخاطبتهم، واستدعاء شخص الرسول الكريم في تلك المخاطبات لاستنهاض الهمم، ثم استخدم الشعر والخطابة لإثناء المرتدين وتطمين المؤمنين، ثم تحول الإعلام إلى " أعلام حرب" لمقاتلة من لم يرجع إلى حظيرة الإسلام. هذا التدرج والانتقال نجح في كسب المعركة ضد المرتدين. وتطور الإعلام في فترة الخليفة عمر بن الخطاب فالإجراءات السياسية والإدارية والمالية والعسكرية، مثلث النموذج الرائع الذي مثله شخص الخليفة، وكان إعلاما رائداً في إقناع الآخر بأهداف ومباديء وصدق الدعوة الإسلامية عملا لا قولا. إنه الانتقال من مرحلة ما هو (نظري) على ما هو (تطبيقي فعلي). إذ وفق ما يكون ذلك متوافقا يكون الحكم على المصداقية. لقد مثل ذلك نقلة كلية في أسلوب ووسائل الإعلام عن الدعوة. وفي فترة الخليفة عثمان (رض) لم يختلف الإعلام عن سابقه من اعتماد على الخطبة والآذان وصلاة الجمعة وأداء الشعائر الدينية (الحج). إلا أن ذلك رافقه اختلاف فقهي حول ما يرمي إليه الخليفة ومدى مطابقة ذلك للدين، مما يؤكد إثارة مباشرة للجانب الديني واستخدامه في تحقيق مآرب سياسية. هذا الأسلوب الإعلامي أضعف قدرة المركز (الخلافة) في تحقيق التواصل الشخصي مع الناس، مما أتاح المجال لاستخدام (الدعاية) التي أثرت في صنع الأحداث، وتحول الإعلام عن غايته في نشر الدعوة إلى إعلام خلافي تم توظيفه باتجاه الدعاية التي تحتمل وجهين. إذن فقد استخدم الإعلام معولا للهدم بعد أن كان أداة للبناء. وفي فترة الخليفة علي (رض) الذي حاول إبعاد " الدعاية " والعودة إلى الإعلام ووسائله السابقة، كان الوضع قد تبدل، وأن الدعاية كان لها اليد الطولى، خاصة وأن ما تم تناقله من تعاطف مع الخليفة المقتول (عثمان رض) كان يفوق كل إعلام ولا يفسح المجال إلا لمزيد من الفرقة بين المسلمين. عليه كان الطريق ممهداً أمام الدعاية لتحقق أغراضها السياسية، إذ أنها استخدمت المنظور الديني في طرح رؤيتها رغم علمها بصعوبة تنفيذ الخليفة علي (رض) لمطلبها في القبض ومحاكمة قتلة عثمان (رض). لذا فقد اعتمد الإعلام على وسائل وأساليب سابقة تجلت في الخطبة والمراسلات والاعتماد على الدين تم تحول إلى إعلام حرب بين المسلمين نتيجة حرب إعلامية – دعائية، أثبتت أن الإعلام سيف قاطع، إن أحست استخدامه في أي من الاتجاهين، ينجح في تحقيق أغراض شاهرة. والنتيجة هي أن الفرقة والفتنة والاختلاف التي أطرها الإعلام – الدعائي ظلت تلازم المسلمين حتى اليوم.
سليمان المبروك انبيه(2008)

مكتبات الجامعات والمعاهد العليا الطبية بشعبية طرابلس دراسة وصفية تحليلية ووضع مقترح لتطويرها

من خلال الدراسة الميدانية للمكتبات الأكاديمية الطبية بشعبية طرابلس وعلى ضوء ما سبق عرضه في الفصول السابقة يمكن تلخيص النتائج التي توصلت إليها الدراسة في النقاط التالية: أولاً: المباني والأثاث والتجهيزات: افتقار مباني المكتبات (موضوع الدراسة) إلى المواصفات والمعايير العالمية حيث إن مساحات مباني هذه المكتبات غير كافية لتقديم الخدمة على الأقل لـ 25% من جمهور المستفيدين منها، بالإضافة إلى أن معظم مباني هذه المكتبات لا تتسع لمجموعاتها الحالية ولا تسمح بالإضافات الجديدة. بعد بعض المكتبات عن مواقع الدراسة وتجمع الطلاب وأعضاء هيئة التدريس (مكتبة كلية الطب البشري – مكتبة كلية الصيدلة)، فضلاً عن أن بعض هذه المكتبات قد احتلت الدور العلوي من المبنى، مما يشكل ذلك صعوبة في استخدام المكتبة بالنسبة للمستفيدين. تعاني أغلب مباني المكتبات (موضوع الدراسة) من عدم توفر التهوية الجيدة بالإضافة إلى عدم كفاية الإضاءه الطبيعية والصناعية ببعض مباني المكتبات. افتقار بعض المكتبات (موضوع الدراسة) إلى أنواع معينة من الأثاث كصناديق الفهارس، وحاملات الدوريات، وعربات الكتب، إلى جانب عدم كفاية قطع الأثاث (المناضد – المقاعد) لأعداد المستفيدين من هذه المكتبات. تفتقر معظم المكتبات (موضوع الدراسة) إلى العديد من التجهيزات الهامة والتي تساعد على تقديم الخدمات للمستفيدين كالهواتف وآلات التصوير والحاسبات الآلية. ثانياً: القوى العاملة: أظهرت الدراسة أن جميع المكتبات الأكاديمية الطبية لا يوجد لديها دليل خاص للعمل يوصف الوظائف الإدارية والفنية التي ينبغي أن يقوم بها كل موظف بالمكتبة. تفتقد مكتبة المعهد العالي الصحي إلى أمين مكتبة مؤهل ومتخصص في مجال المكتبات والمعلومات ولديه الخبرة والقدرة على إدارة مكتبة أكاديمية طبية. معظم أمناء المكتبات (موضوع الدراسة) لم توضع لهم البرامج التي تعمل على تدريبهم وتوعيتهم بأحدث التطورات في مجال تكنولوجيا المعلومات واستخدامها في المكتبات. تعاني أغلب المكتبات من نقص في القوى العاملة المهنية المتخصصة في مجال المكتبات والمعلومات وذلك حسب ما نصت عليه المعايير العالمية. عدم توفر الإخصائيين الموضوعيين والمترجمين من حملة المؤهلات الجامعية وذلك في جميع المكتبات (موضوع الدراسة)، كما تفتقر إلى المساعدين والكتبة من حملة المؤهلات المتوسطة وذلك في جميع المكتبات. عدم تنظيم برامج ودورات تدريبية مهنية متخصصة للقوى العاملة الحالية في معظم المكتبات (موضوع الدراسة) بالرغم من أهمية مثل هذه البرامج في تحسين كفاءة العاملين وزيادتها بتلك المكتبات ثالثاً: بناء المجموعات وتنميتها: عدم وجود سياسة مكتوبة وموثقة لبناء المجموعات وتنميتها بجميع المكتبات (موضوع الدراسة). إن عدم وجود سياسة مكتوبة أدى إلى أن عملية الاختيار في بعض المكتبات تتم عن طريق إدارة الكليات أو أعضاء هيئة التدريس، ولا يلعب أمناء المكتبات أي دور في عملية اختيار المجموعات. هناك قصور في توفير أدوات الاختيار بأنواعها المختلفة في أغلب المكتبات (موضوع الدراسة). لا يوجد بجميع المكتبات أقسام للتزويد تتولى تَسَلُّم ما يرد إلى المكتبة من أوعية المعلومات، وتنظيم عملية الإهداء، وتعد السجلات المختلفة الخاصة برصيد المكتبة من مواد المعلومات المختلفة، وغيرها من الوظائف الأخرى لقسم التزويد تعاني مكتبات جامعة الفاتح من توقف عملية التزويد في الدوريات، وبالتالي فإن محتوياتها من الدوريات قديمة مما أضطر بعض هذه المكتبات إلى استبعاد جميع الأعداد القديمة والراكدة من عناوين الدوريات المتوفرة بها، إضافة إلى ذلك فإن التزويد في هذه المكتبات مقتصراً على الكتب فقط. تعاني أغلب المكتبات من عدم وجود سجلات خاصة بالهدايا التي ترد إلى بعض المكتبات (موضوع الدراسة)، كما أظهرت الدراسة عدم وجود أي برامج للتبادل فيما بينها، أو بينها وبين باقي المكتبات الطبية الأخرى، كالجامعات الليبية أو المؤسسات والمراكز العلمية ذات العلاقة. عدم اهتمام بعض المكتبات بعملية تنقية المجموعات المتوفرة بها واستبعاد بعضاً منها وإحلالها بمواد أخرى رابعاً: المجموعات: تعاني المكتبات الأكاديمية الطبية ضعفاً في حجم المجموعات التي تشكل رصيدها، حيث أظهرت الدراسة تدني نصيب الطالب من المجموعات مقارنة بما أشارت إليه المعايير العالمية. عدم تنوع مواد المعلومات بالمكتبات (موضوع الدراسة) حيث تفتقر جميع المكتبات إلى الكتب المرجعية كالقواميس والأطالس الطبية والموسوعات وغيرها، بالإضافة إلى عدم توفر المواد غير المطبوعة كالمواد السمعية والبصرية والأقراص المكتنزة في أغلب المكتبات، فضلاً عن أن بعض هذه المكتبات تفتقر إلى الدوريات والرسائل الجامعية والمواد المكتبية الأخرى. أظهرت الدراسة بأن مجموعات المكتبات قد تركزت على المواد الورقية التقليدية وخاصة الكتب التي احتلت المركز الأول من مقتنيات المكتبات (موضوع الدراسة)، بنسبة 77. 4%، يليها الدوريات بنسبة 20. 8%، ثم الرسائل الجامعية والمواد السمعية والبصرية والأقراص المكتنزة والكتيبات والنشرات ومشاريع التخرج بنسبة 1. 69 %. لا وجود لأقسام المراجع وأقسام الدوريات بجميع المكتبات (موضوع الدراسة) بإستثناء مكتبة كلية الطب البشري ومكتبة كلية الصيدلة حيث يتوفر في كل من هاتين المكتبتين قسم خاص بالدوريات . خامساً: العمليات الفنية واستخدام التقنية: لا يوجد بجميع المكتبات (موضوع الدراسة) قسم خاص بالعمليات الفنية . عدم وجود أي نوع من أنواع الفهارس بمكتبة المعهد العالي الصحي، حيث تبين أن هذه المكتبة لاتستخدم التقنينات العالمية لفهرسة مجموعاتها. أظهرت الدراسة أن فهرس العناوين هو أكثر الفهارس استخداماً في أغلب المكتبات (موضوع الدراسة). عدم اكتمال الفهارس المتوفرة بالمكتبات، حيث تبين أنه لم تعد بطاقات فهرسة للعديد من الكتب الموجودة على الأرفف، وبالعكس. نظام التصنيف المستخدم في أغلب المكتبات الأكاديمية الطبية هو نظام تصنيف ديوي العشري وإن اختلفت الطبعات المستخدمة من مكتبة إلى أخرى، أما مكتبة مجلس التخصصات الطبية فإنها تستخدم نظام تصنيف المكتبة القومية الطبية. تواجه المكتبات التي تستخدم نظام تصنيف ديوي العشري صعوبات عند تصنيف مجموعاتها نظراً لعدم توفر الطبعات الحديثة من هذا النظام بتلك المكتبات. الدوريات لا تلقى إهتماماً من جانب بعض المكتبات (موضوع الدراسة) من حيث فهرستها وتصنيفها، أما الرسائل الجامعية والمواد غير المطبوعة وغيرها من المواد المكتبية الأخرى فقد تبين أن جميع المكتبات لا تقوم بالمعالجة الفنية لهذه المواد. تستخدم مكتبة مجلس التخصصات الطبية نظام CDSISIS لتنظيم مجموعاتها واسترجاعها بكل سرعة وسهولة، أما باقي المكتبات (موضوع الدراسة) لا تستخدم التقنية في عملياتها الإدارية. سادساً: الخدمات والأنشطة: اتضح أن الخدمات التي تقدمها أغلب المكتبات (موضوع الدراسة) تنحصر في الخدمات التقليدية المباشرة المتمثلة في خدمة الإعارة والخدمة المرجعية التي لا تتوفر إلا في بعض هذه المكتبات. ويمكن أن يستثنى من هذه المكتبات مكتبة مجلس التخصصات الطبية، حيث تقدم هذه المكتبة بالإضافة إلى خدمة الإعارة، خدمات التصوير، وخدمات الإنترنت. مكتبة كلية الطب البيطري لا تقوم بتقديم خدمة الإعارة الخارجية لطلبة الكلية، وذلك يرجع إلى أن العاملين يعانون من صعوبات في توقيع الغرامات على الطلبة المخالفين الذين لا يرجعون الكتب مما أدى ذلك إلى إلغاء هذه الخدمة. تتوفر الخدمة المرجعية في مكتبتين فقط من المكتبات (موضوع الدراسة) وهي تفتقر إلى مجموعة متنوعة من الكتب المرجعية، وإلى أقسام خاصة بالخدمة المرجعية، بالإضافة إلى عدم توفر أخصائي بتلك المكتبات. إن عدم توفر المقومات الأساسية التي تبنى عليها الخدمات الحديثة في جميع المكتبات (موضوع الدراسة) التي تتمثل في القوى العاملة المؤهلة والمدربة والكافية لخدمة مجتمع المستفيدين منها، وأيضاً الدعم المالي الذي يفي باحتياجات المكتبات من مواد المعلومات والتجهيزات الحديثة، كل ذلك ساهم في افتقار المكتبات الأكاديمية الطبية إلى خدمات المعلومات الحديثة كالخدمة المرجعية وخدمات التكشيف والاستخلاص وخدمات الترجمة وخدمات الإحاطة الجارية وغيرها من خدمات المعلومات المتطورة. عدم قيام أغلب المكتبات (موضوع الدراسة) بالأنشطة الثقافية المختلفة بالرغم من أهمية هذه الأنشطة في التعريف بالمكتبة وخدماتها، باستثناء مكتبة كلية الطب البشري، ومكتبة مجلس التخصصات الطبية حيث تقومان بين الحين والآخر بتنظيم وإقامة المعارض. أظهرت الدراسة عدم وجود تعاون بين بعض المكتبات (موضوع الدراسة) التي تخدم نفس المجال الطبي كمكتبات كلية الطب البشري والمعهد العالي الصحي ومجلس التخصصات الطبية، كذلك لا يوجد تعاون بين المكتبات وبين باقي المؤسسات الطبية الأخرى ذات العلاقة، باستثناء مكتبة مجلس التخصصات الطبية حيث اتضح أن هناك تعاوناً قائماً بينها وبين مكتبات المستشفيات المتواجدة بالجماهيرية العظمى .
هالة حســــن الــزروق(2007)

مكتبات جامعة السابــ7ــع من أكتوبر: دراسة ميدانية لواقعها وسبل تطويرها

توصلت الدراسة إلى عدة نتائج يمكن تلخيصها فيما يلي: - أولاً: الموقع والمبنى والمساحة والأثاث والتجهيزات: - كشفت الدراسة عن ما يلي: - اتضح أن معظم مواقع المكتبات (موضوع الدراسة) غير مناسب، حيث أنها توجد في مباني متصلة بكلياتها. معظم مباني مكتبات الجامعة لم تنشئ في الأساس كمبانٍ مستقلة طبقاً للمعايير والمواصفات المتعارف عليها في أبنية المكتبات، وإنما أنشئت الكثير منها في قاعات أو حجرات عادية بمباني الكليات التابعة لها. كشفت الدراسة أن معظم مكتبات الجامعة مساحتها المخصصة غير كافية لاستيعاب أعداد المستفيدين الذين تخدمهم، أو المجموعات التي يجب أن توفرها هذه المكتبات (حسب المعايير). حالياً يتم تنفيذ مركب جامعة مصراته (الاسم الجديد لجامعة السابع من أكتوبر) بمدينة مصراته يتضمن المركب كليات الجامعة ومكتبة مركزية. افتقاد الأثاث الموجود حالياً بجميع مكتبات الجامعة (موضوع الدراسة) للتوحيد والتجانس من حيث النوع والشكل والحجم، كذلك عدم كفايته وتناسبه مع أعداد المستفيدين أو المجموعات أو حتى التوسعات المستقبلية. عدم وجود بعض التجهيزات في جميع مكتبات الجامعة، وعدم كفاية تجهيزات أخرى (كالحواسيب وغيرها) في أغلب المكتبات. ثانياً: القوى العاملة: - أظهرت الدراسة النتائج التالية: -النقص الكبير في أعداد القوى العاملة المؤهلة في مكتبات الجامعة، وخاصة المؤهلين في مجال المكتبات والمعلومات، حيث افتقرت أغلب المكتبات لهذه الفئة من العاملين. لا توجد معايير موضوعية تحدد المتطلبات من القوى العاملة اللازمة في مكتبات الجامعة. عدم وجود برامج لتدريب العاملين بشكل مستمر. جميع أمناء مكتبات الجامعة (موضوع الدراسة) غير مؤهلين في مجال المكتبات والمعلومات، ويديرون المكتبات من خلال خبرتهم ووفق اجتهادات فردية. ثالثاً: المجموعـات: - بينت الدراسة أن أغلب المجموعات الموجودة في مكتبات الجامعة تتمثل في الكتب، على الرغم من أهمية مصادر المعلومات الأخرى بجميع أشكالها التقليدية والالكترونية. أظهرت الدراسة نسبة عجز مكتبات الجامعة في أعداد مجموعاتها مقارنة بالمعايير التي تم تطبيقها في الدراسة، حيث تراوحت نسبة العجز من (93. 56 %) بمكتبة كلية المعلمين- بني وليد كحد أدنى إلى أعلى نسبة عجز كانت في مكتبة كلية الصيدلة بنسبة (99. 60 %). رابعاً: بناء وتنمية المجموعات: -جميع المكتبات (موضوع الدراسة) لا يوجد بها ميزانية مستقلة، لدعم خدماتها نحو الأفضل. عدم وجود سياسة واضحة ومكتوبة وموحدة لبناء وتنمية المجموعات في مكتبات الجامعة، لتكون بمثابة دليل إرشادي لأمناء المكتبات الجامعية في كافة جوانب هذه العملية المتمثلة في اختيار المجموعات بأشكالها المختلفة، واقتنائها، وتنقيتها، واستبعادها، وتقييمها. افتقار مكتبات الجامعة لوحدة خاصة بترميم الكتب وتجليدها داخلها. عدم وجود تعاون بين مكتبات الجامعة وباقي المؤسسات العلمية والبحثية فيما يخص بناء المجموعات. خامساً: العمليات الفنية: - كشفت الدراسة عدم وجود أي شكل من أشكال الفهارس، وأي نوع من أنواع الفهارس في جميع مكتبات الجامعة. عدم وجود قسم خاص تتم فيه العمليات الفنية بجميع مكتبات الجامعة. معظم مكتبات الجامعة لا تَتَّبِع عملية التصنيف في تنظيم مقتنياتها. سادساً: الخدمات والأنشطة والتعاون: - اتضح من خلال الدراسة أن الخدمة التي تتفق في تقديمها جميع المكتبات هي خدمة الإعارة فقط. تعاني نصف مكتبات الجامعة إلى غياب الخدمة المرجعية، ويرجع ذلك إلى النقص في الكتب المرجعية في هذه المكتبات، وعدم وجود قسم للمراجع، بالإضافة إلى عدم توفر العاملين المؤهلين القادرين على أداء هذه الخدمة. تفتقد جميع مكتبات الجامعة لخدمات التكشيف والاستخلاص والإحاطة الجارية وإعداد الببليوغرافيات على الرغم من أهميتها للمستفيدين. أظهرت الدراسة أن خدمة الترجمة والبث الانتقائي للمعلومات تقدمها مكتبة كلية التمريض فقط، أما باقي المكتبات فتفتقر لهذه الخدمة. تفتقد أغلب مكتبات الجامعة إلى الخدمة الإرشادية لتدريب المستفيدين على استخدام المكتبة والاستفادة من محتوياتها. تستخدم مكتبات الجامعة (موضوع الدراسة) أجهزة الحاسوب، إلا أن استخدامها يقتصر على الأعمال الإدارية الخاصة بالمكتبة، في حين تشترك حوالي نصف هذه المكتبات في خدمة الانترنت، إلا أن أغلبها لا يتيح هذه الخدمة للمستفيدين. عدم قيام أغلب مكتبات الجامعة بالأنشطة الثقافية المختلفة، بالرغم من أهميتها في التعريف بالمكتبة باعتبارها مؤسسة ثقافية واجتماعية تخدم المجتمع. وجود تعاون بين الإدارة العامة للمكتبات والمطبوعات ومكتبات الجامعة (موضوع الدراسة)، كذلك تتعاون أغلب هذه المكتبات فيما بينها للرفع من مستوى الخدمات التي تقدمها. تسعى الإدارة العامة للمكتبات والمطبوعات بالتنسيق مع إدارة الجامعة للرفع من مستوى المكتبات التابعة لها.
زينب عمران أبوبكر مادي(2010)

خدمات المعلومات بقطاع اللجنة الشعبية العامة للاتصال الخارجي والتعاون الدولي الواقع والطموح

من المؤمل أن تكون نتائج الدراسة الحالية عونا وتبصره لمتخذي القرار: مرت ثورة المعلومات بتطورات عديدة اثرت على نوعية خدمات المعلومات المقدمة وظهور أنواع جديدة مثل الإحاطة الجارية والبث الإنتقائى للمعلومات وخدمة البحث والإسترجاع على الخط المباشر. لتقنية المعلومات دور إيجابى فى تحقيق البرامج التنموية وسياسة المعلومات فى عصر المعلوماتية مرت الجماهيرية العظمى كغيرها من الدول بمراحل متباينة فى مجال إستخدام تقنية المعلومات والإتصالات التى بدورها ساهمت فى تطوير المجتمع العربى الليبي. أدرك قطاع الإتصال الخارجى والتعاون الدولى مدى أهمية تقنية المعلومات والإتصالات فى تقديم خدمات المعلومات وذلك من خلال وضع خطة لمشروع تركيب شبكة الحواسيب من أجل تسهيل إنسياب وتدفق المعلومات إلى كافة الإدارات والأقسام. مستوى الخدمات المكتبية بمكتبة قطاع اللجنة الشعبية العامة للاتصال الخارجي والتعاون الدولي كان )ضعيفاً( بمتوسط حسابي يساوي ( 1. 49 ). مستوى خدمات المعلومات بمكتبة قطاع اللجنة الشعبية العامة للاتصال الخارجي والتعاون الدولي كان )ضعيفاً( بمتوسط حسابي يساوي (1. 40). مستوى خدمات الإنترنت بقطاع اللجنة الشعبية العامة للاتصال الخارجي والتعاون الدولي كان )ضعيفاً ) بمتوسط حسابي يساوي (1. 49). مستوى خدمات المعلومات باللجنة الشعبية العامة للاتصال الخارجي والتعاون الدولي بشكل عام كان (ضعيفا) بمتوسط حسابي يساوي (1. 49). تأكد صحة وقبول الفرضية الفرعية الأولى "إن مستوى الخدمات المكتبية بمكتبة القطاع في اللجنة الشعبية العامة للاتصال الخارجي والتعاون الدولي لا يرتقي إلى مستوى التقدم في هذا المجال" من خلال استخدام اختبار ( t ) عند مستوى معنوية (α=0. 05). تأكد صحة وقبول الفرضية الفرعية الثانية"إن مستوى خدمات المعلومات بمكتبة القطاع باللجنة الشعبية العامة للاتصال الخارجي والتعاون الدولي ليـس بالمـستوى الأمثل" من خلال استخدام اختبار (t) عند مستوى معنوية (α = 0. 05). تأكد صحة وقبول الفرضية الفرعية الثالثة "إن مستوى خدمات الإنترنت في اللجنة الشعبية العامة للاتصال الخارجي والتعاون الدولي لا يمثل مستوى الطموح التقني " من خلال استخدام اختبار (t) عند مستوى معنوية (α=0. 05). تـأكـد صحة وقبول الفرضية الرئيسية "إن مستوى الخدمات المعلوماتية باللجنة الشعبية العامة للاتصال الخارجي والتعاون الدولي لا يتناسب ومستوى التقدم في مجال المعلومات" من خلال استخدام اختبار (t) تحت مستوى معنوية (α=0. 05) نقص الأثاث المكتبي والتجهيزات كان من أهم العوامل التي تحول دون الإفادة من خدمات مكتبة القطاع باللجنة الشعبية العامة للاتصال الخارجي والتعاون الدولي بوسط حسابي مرجح يساوي (7. 98). نقص الخبرة المكتبية كان أقل العوامل أهمية التي تحول دون الإفادة من خدمات مكتبة القطاع بوسط حسابي مرجح يساوي (4. 42).
مـحـمــد الـهـادي الـدرهـوبى(2010)

المشكلات الاجتماعية والنفسية التي تواجه أسر الشهداء ودور الممارسة المهنية في التعامل معها دراسة مطبقة على أسر شهداء ثورة 17 فبراير 2011م بمدينة طرابلس - ليبيا

"تعتبر مرحلة التحرير من أهم مراحل تاريخ ليبيا شهد فيها المجتمع الليبي تحولات سياسية واجتماعية واقتصادية، متلث أبرز مرحلة من مراحل تاريخ ليبيا الحديث، أسهم فيها شباب هذا الوطن بكل ما يملك من امكانات مادية وبشرية ومعنوية، حيث بلغ عدد الشهداء بمدينة طرابلس حوالى (782) شهي، ويبرز تأثير وانعكاسات هذه المرحلة بمجموعة من الانعكاسات الاجتماعية والنفسية للعديد من المدن، والأسر الليبية على مستوى عام من الأسر المترابطة اجتماعياً بوجه خاص فالحرب التي تعرضت لها بلادنا أدت إلى حدوث العديد من العقبات أمام الأسرة الليبية كوحدة أساسية للمجتمع فلا تكاد تسلم أسرة من فقدان واحد أو أكثر من أفرادها، وهذا عرّض أفراد الأسرة لضغوطات متنوعة لا يمكن تجاوزها بالجهود الذاتية، ولا يمكنها أن تؤدي وظائفها، الأمر الذي أدى إلى ظهور أعباء اجتماعية ونفسية، وكذلك آثار سلبية لجميع أفرادها، فإذا فقدت الأسرة عائلها الوحيد، فإن الزوجة تعاني العديد من المشكلات، منها توفير الدخل والاهتمام بالأبناء وتربيتهم ورعايتهم وإشباع احتياجاتهم المادية والمعنوية، وعدم قدرتها على إدارة ميزانية أسرتها. كذلك تعاني الزوجة الآثار النفسية السيئة نتيجة فقد رب الأسرة مما يؤثر سلباً في علاقاتها الاجتماعية مع محيطها الاجتماعي، كذلك يسلبها المجتمع حرية الحركة مما قد يسبب لها العزلة الاجتماعية وضعف العلاقات الأسرية والشخصية والاجتماعية . ومن هنا تظهر في الأسرة مسؤوليات لكل فرد من أفراد الأسرة، وعدم تقدير كل فرد لمسؤولياته الجديدة يؤدي للخلافات الأسرية بين الأبناء، وإنشغال كل منهم في مشاكل فرعية خاصة فتسود العزلة في العلاقات الداخلية بين أفراد أسر الشهداء، وهذا يعني أن هناك احتياجات اجتماعية ونفسية غير مشبعة ناتجة عن القصور في إشباع احتياجات الأسرة التي فقدت أحد أفرادها أو عائلها الوحيد . أهداف الدراسة: يتمثل الهدف الرئيسي لهذه الدراسة في : التعرف على المشكلات الاجتماعية والنفسية التى تواجه أسر الشهداء. وينبثق من هذا الهدف الرئيسي الأهداف الفرعية التالية : التعرف على خصائص أسر الشهداء . التعرف على المشكلات الاجتماعية التي تواجه أسر الشهداء . التعرف على المشكلات النفسية التي تواجه أسر الشهداء . الوقوف على العوامل المسببة لهذه المشكلات الاجتماعية والنفسية التي تواجه أسر الشهداء. التعرف على الدور الذي يقوم به الاختصاصي الاجتماعي بوزارةأسر الشهداء للحد من المشكلات الاجتماعية والنفسية لأسر الشهداء. التوصل لتصور مقترح للممارسة العامة للخدمة الاجتماعية للحد من المشكلات الاجتماعية والنفسية لأسر الشهداء. تساؤلات الدراسة: من خلال العرض السابق لمشكلة الدراسة ومدى اهميتها العلمية وأهدافها تتضح الملامح العامة لهذه الدراسة، ويتمثل التساؤل الرئيسي لهذه الدراسة في الآتي : ما المشكلات الاجتماعية والنفسية التي تواجه أسر الشهداء وينبثق من هذا التساؤل الرئيسي التساؤلات الفرعية التالية : ما خصائص أسر الشهداء . ما المشكلات الاجتماعية التي تواجه أسر الشهداء . ما المشكلات النفسية التي تواجه أسر الشهداء. ما العوامل المسببة للمشكلات الاجتماعية والنفسية التي تواجه أسر الشهداء. ما الدور الذي يقوم به الاختصاصي الاجتماعي بوزارة أسر الشهداء للحد من المشكلات الاجتماعية والنفسية لأسر الشهداء . ما التصور المقترح للممارسة العامة للخدمة الاجتماعية للحد من المشكلات الاجتماعية والنفسية لأسر الشهداء. مجالات الدراسة: المجال الزمني : قامت الباحثة في الفترة من 8/5/2014 حتى 30/10/2015 بإعداد المادة النظرية وجمع البيانات الميدانية وتفسيرها وتحليلها والوصول إلى النتائج. المجال الجغرافي : تم اختيار مدينة (طرابلس) مجالاً جغرافياً، والتي تشمل وفق الدراسة الحالية البلديات التالية: (تاجوراء – سوق الجمعة – أبو سليم – حي الأندلس – عين زاره). المجال البشري : تشمل الدراسة الأسر التي لديها شهيد سواء أن كان الشهيد الزوج أو الزوجة أو أحد الأبناء – وعدد الأسر (120) الذين يقيمون في مدينة طرابلس خلال ثورة 17 فبراير
سنة 2011، وزعت (120) استبانة لأرباب أسر الشهداء، عدد (19) استبانة رفضت ولم يتم الإجابة عليها من قبل أسر الشهداء دون تقديم إجابات عن أسباب الرفض، و(2) استبعدت، وتم تجميع (99) استبانة تم الإجابة عليها، واقتصرت الدراسة على مدينة طرابلس عاصمة ليبيا بأحيائها المحددة في التقسيم الإداري لهذه المدينة . نوع الدراسة : إن هذه الدراسة تتخذ منهج البحوث الوصفية التحليلية واستخدام المنهج الوصفي التحليلي، حيث إن هذه الدراسة تهتم بأحد الموضوعات المهنية المتخصصة وبدراسة ظاهرة موجودة بالفعل في جماعة معينة (المشكلات الاجتماعية والنفسية لأسر الشهداء)، وفي مكان معين (مدينة طرابلس – ليبيا) وعليه فإنها تسهم في الآتي: الحصول على بيانات كمية ضرورية لفهم الواقع الامبريقي . من خلال تلك البيانات سيتم الإجابة على تساؤلات الدراسة . يساعد في الوصف والتحليل والتفسير. أداة الدراسة: واستخدمت الباحثة أداة المقابلة فهي من أفضل الأدوات البحثية المناسبة لهذه الدراسة وتخدم أغراضها تحتوي على مجموعة أسئلة تفيد موضوع الدراسة. حجم العينة: عينة الدراسة فتقع في نطاق العينات الغرضية (العمدية) المتاحة، وهي العينة التي يتم اختيار مفرداتها بناء على التقدير الذاتي للباحثة لمدى ملائمة كل مفردة، لتكون محلاً للدراسة وتتحدد مدى إفادتها في قدرتها على مدى الدراسة بالبيانات والمعلومات التي تسعى إلى الحصول عليها وتحقق أهداف الدراسة وتجيب على التساؤلات وقد كان حجم العينة (120) (19) رفضت من قبل الأسر ولم يتم الإجابة عليها و(99) تم الموافقة والإجابة عليها من قبل أسر الشهداء واستبعدت عدد (2) إثنان إستبانة لعدم استيفاء الإجابة عليها أي أن العينة التي تم الإجابة عليها (99) استبانة من قبل أسر الشهداء نتائج الدراسة : المشكلات المرتبطة على مستوى الوحدات الصغرى " رب الأسرة والأبناء" : أهم المشكلات الاجتماعية : غياب الشهيد أثر في الحياة الاجتماعية للأسرة . صعوبة تكيف الأسرة مع الأوضاع الجديـدة . زاد بعدك باهتماماتك الشخصيــة . صعوبة استقرارك مع الظروف المعيشيـة. أهم المشكلات النفسية : تشعر الأسرة بالقلق على مستقبلها . يعاني أفراد الأسرة من آثار الصدمة النفسية . يسيطر الحزن على أفراد الأسرة . يعاني أفراد الأسرة من الإحباط الدائم . أهم المشكلات على مستوى الوحدات المتوسطة (المشكلات على مستوى مؤسسة رعاية أسر الشهداء) : ضعف البرامج الخاصة برعاية أسر الشهداء . عدم توفير متخصصين في مجال رعاية أسر الشهداء . عدم التعاون بين وزارة أسر الشهداء والمؤسسات الأخرى التي تعتني بأسر الشهداء . عدم كفاءة الاختصاصيين في الحد من المشكلات الاجتماعية والنفسية، التي تواجه أسر الشهداء . المشكلات المرتبطة بنسق الممارس المهني نقص بالاختصاصيين الاجتماعيين العاملين بوزارة رعاية أسر الشهداء . عدم اشتراك الاختصاصيين الاجتماعيين العاملين بالوزارة في التخطيط لبرامج وزارة رعاية أسر الشهداء . اقتصار عمل الاختصاصي الاجتماعي على تقديم المساعدات المادية فقط . المشكلات على مستوى الوحدات الكبرى (نسق المجتمع المحلي) : ضعف الدعم المادي المخصص لرعاية أسر الشهداء من قبل الحكومة . لا يوجد تعاون بين المؤسسات الأهلية والمؤسسات الحكومية في مجال رعاية أسر الشهداء . عدم التركيز على المشاركة الأهلية في التخفيف من حدة مشكلات أسر الشهداء . دور الممارس المهني للخدمة الاجتماعية في الحد من المشكلات التي تواجه أسر الشهداء بمدينة طرابلس ليبيا كالتالي : دوره مع نسق الحالة (زوجات الشهداء وأبناء الشهداء) . دوره مع نسق زوجات الشهداء : التنسيق مع مؤسسة رعاية أسر الشهداء لصرف المنحة المخصصة لأسر الشهداء وصرفها بانتظام في موعدها . مساعدة زوجات الشهداء في الحصول على الخدمات المتوفرة في المؤسسة . التنسيق مع الاختصاصي النفسي في المؤسسة للتغلب على المشكلات النفسية التي تواجه زوجات الشهداء . مساعدة زوجات الشهداء في الحصول على فرص عمل توفر لهن دخل يسد احتياجات أسرهم . مساعدة زوجات الشهداء في الحصول على البطاقات الصحية التي تقدم لأسر الشهداء. دوره مع نسق أبناء الشهداء : مساعدة الأبناء على الاستفادة من الخدمات المادية والصحية المتوفرة في المدارس . إشراك أبناء الشهداء في المدارس في البرامج المختلفة: الترفيهية والصحية والاجتماعية واللجان المدرسية . توجيه وإرشاد أبناء الشهداء في اتخاذ قراراتهم المهمة في حياتهم . العمل على تقوية العلاقة بين أبناء الشهداء وتكوين علاقات اجتماعية بالمدرسة . الاهتمام بالمستوى التعليمي لأبناء الشهداء . دوره مع نسق الفعل (مؤسسة رعاية أسر الشهداء): الإسهام في تطوير برامج المؤسسة الخاصة برعاية أسر الشهداء. الاقتراح على المؤسسة في توفير متخصصين في رعاية أسر الشهداء. مساعدة المؤسسة في التخطيط لتقديم خدمات متنوعة لأسر الشهداء . مساعدة المؤسسة في عدم الاقتصار على تقديم الخدمات المادية فقط . العمل على توضيح دور الاختصاصي الاجتماعي مع أسر الشهداء للعاملين مع التخصصات الأخرى بالمؤسسة. القيام بالتنسيق بين الجهود المبذولة في مجال رعاية أسر الشهداء. مطالبة الحكومة بزيادة الدعم المادي لأسر الشهداء. دوره مع نسق الهدف (نسق المجتمع المحلي): التنسيق والتعاون بين المؤسسات الحكومية والأهلية في مجال رعاية أسر الشهداء. العمل على توعية أسر الشهداء للتواصل مع المؤسسة. التنسيق للجهود المبذولة في مجال رعاية أسر الشهداء. مطالبة الحكومة بزيادة الدعم المادي المخصص لأسر الشهداء بما يفي سد احتياجاتها. من خلال نتائج الاستبانة في السؤال المفتوح: أظهرت نتائج الدراسة مايلي : أولاً – المشكلات الاقتصادية التي يعاني منها أسر الشهداء كالتالي : ارتقاع الأسعار في بلادنا مع ثبات دخل الشهيد أثر في الوضع الاقتصادي لبعض أسر الشهداء. عدم وجود مصادر دخل أخرى للأســرة الاقتراض أحيانــاً. عدم وجود فرص عمل للزوجة معيلة الأسرة . ثانياً – المشكلات الصحية لأسر الشهداء : قلة النوم لا تشعر أفراد أسر الشهداء بالراحة. عدم إقبال الزوجات وكذلك الأبناء على الأكل. إقبال أفراد أسرة الشهيد على تناول الأدوية أكثر من اللازم . ثالثاً - مشاكل عن المستوى التعليمي للأبناء: تدني المستوى التحصيلي للأبناء. رابعاً – المشاكل النفسية : يظهر على الأبناء اللامبالاة والخوف الشديد وضعف الإحساس بالمسؤولية . خامساً – مشاكل اجتماعية : الحرب لا تؤدي بالمجتمع للوصول إلى الأمن والاستقرار. الصعوبات التي تحد من مواجهة مشكلات أسر الشهداء : صعوبات راجعة لمؤسسة رعاية الشهداء : كثرة عدد أسر الشهداء بالمؤسسة. عدم وجود العدد الكافي من الاختصاصيين الاجتماعيين والنفسيين بالمؤسسة بما يتناسب مع عدد أسر الشهداء. عدم توفير الكوادر المدربة في مجال رعاية أسر الشهداء بالمؤسسة. عدم التعاون مع المؤسسات الأخرى المهتمة برعاية أسر الشهداء. صعوبات راجعة للاختصاصي الاجتماعي: قلة عدد للاختصاصيين بالوزارة وكثرة عدد أسر الشهداء . ضعف المستوى المهني للاختصاصيين الاجتماعيين العاملين بالوزارة. عدم قيام الاختصاصي الاجتماعي بالتنسيق بين مؤسسات رعاية أسر الشهداء. ضعف الأداء العلمي للاختصاصي الاجتماعي. عدم وجود دورات تدريبية للاختصاصي الاجتماعي في مجال رعاية أسر الشهداء . صعوبات راجعة للزوجة والأبناء: عدم تفهم أبناء الشهداء لمعنى الاستشهاد وطبيعته. شعور الزوجة بالقيود التي يفرضها عليها المجتمع وأثرها السلبي في أفراد أسرتها. عدم تعاون زوجات وأبناء الشهداء مع المؤسسة. عدم رغبة زوجات وأبناء الشهداء في الخدمات التي تقدمها المؤسسة لأسر الشهداء. صعوبات راجعة للمجتمع: عدم توفير ميزانية كافية لمؤسسة رعاية أسر الشهداء . عدم توفر مقومات العمل مع أسر الشهداء. ومن الصعوبات التي واجهة الباحثة عند قيامها بإعداد المادة النظرية والميدانية كمايلي : نقص الكتب والبحوث العلمية المتعلقة بالدراسة الحالية وخاصة المراجع المحلية. قفل المكتبات بالجامعة لغرض الصيانة أثناء فترة إعداد الدراسة . صعوبة الحصول على المعلومات المتعلقة بأسر الشهداء من وزارة رعاية أسر الشهداء. صعوبة الوصول إلى الجامعات الأخرى بالدولة وعدم القدرة على الاستفادة من المكتبات الموجودة بها نظراً لإغلاق بعض الطرق . قلة المكتبات بجامعة طرابلس وعدم وجود المبنى الملائم والأثاث المناسب والكتب والمراجع اللازمة لإعداد البجوث العلمية وقلة وجود المكتبات الإلكترونية بالجامعة . المقترحات لمواجهة مشكلات أسر الشهداء: تعديل اللوائح والقوانين الخاصة برعاية أسر الشهداء . توعية الرأي العام بحقوق أسر الشهداء في المجتمع الليبي إعداد الخبراء المتخصصين في مجال رعاية أسر الشهداء بما يتناسب وعدد أسر الشهداء بالمؤسسة، تزويد مؤسسة رعاية أسر الشهداء بالموارد والخبرات العينية والمادية. تمكين اختصاصيين نفسيين للعمل بوزارة أسر الشهداء للتخفيف من الآثار النفسية التي يعاني منها أسر الشهداء. تفعيل مكتب الاستثمار التابع للوزارة واستغلاله لصالح أسر الشهداء. لقد حاولت الباحثة من خلال الإطار المنهجي والإطار النظري لهذه الدراسة الاهتمام بإحدى الموضوعات المهنية المتخصصة في محيط الخدمة الاجتماعية وغيرها من المهن المساعدة الإنسانية وترى الباحثة إنه سيكون من الميسور للقارئ المتخصص متابعة الموضوع بسلالة، أما القارئ غير المتخصص فلا تعنيه بعض التفصيلات في المحتوى، وسيكون من الطبيعي إنه ينصرف اهتمامه في هذه الحالة إلى عملية التطبيق وإجراءاتها، ولهذا رأت الباحثة إنه من الأفضل اختيار طريق وسطاً في العرض أرجو من الله أن يحقق الهدف المنشود، فلم أتقصد استيفاء الموضوع عرضاً كما ينبغي لحاجة القارئ المتخصص ولم اتهتم كثير بالتوثيق التفصيلي المبالغ به للمادة المعروضة حتى لا تقطع السياق أمام القارئ غير المتخصص وإن هذه المحاولة العلمية تمد السبل أمام الباحثين في دراسات الممارسة لتثبت القيمة العلمية والعملية لهذا الجهد من جهة ثم لتطويره ولتحسين محتواه أو لزيادة تمايزه من جهة أخرى وذلك على الصورة المتعارف عليها في حركة العلم الذائب . ويمكن استباط فروض يمكن للطلاب اختبارها من خلال إعداد بحوث في الممارسة المهنية في العمل مع الأفراد الذين يعانون مثل هذه المشاكل، ويمكن عرض بعض من القضايا التي يمكن اختبارها كالتالي: مدى فاعلية دور الممارس المهني للخدمة الاجتماعية في مواجهة المشكلات التعليمية لمرحلة التعليم الثانوي. فاعلية دور الممارس المهني للخدمة الاجتماعية في الحد من تكرار وقوع الأفراد في المشكلات الاجتماعية والنفسية
آسيا عبدالله كيطـــــــوط(2016)

تحليل مضمون العقد الاجتماعي لجان جاك روسو وعلاقته بمبدأ حق تقرير المصير في مهنة الخدمة الاجتماعية.

يحظى العقد الاجتماعي لـ (جان جاك روسو) بالأهمية في تشكيل النُّظم السِّياسية الاجتماعيِّة والاقتصادية والثَّقافية في المجتمعات المعاصرة، واستمدت معظم الدُّول شرعتها في الحكم لتنظم مجتمعاتها، من القواعد القيميَّة التي تمركز عليها، واتَّخذت من فلسفته في التنظيم ركيزة لضبط أمنها واستقرارها النسبي. والتَّاريخ الإنساني زخر بتوارد العديد من الأنظِمة السِّياسَّية والاجتماعيَّة والثَّقافية والاقتصادية التي اتخذتها الأمم والشعوب منهاجا لها، والتي استمدت مضامينها من مذاهب ونظريات عدة، تُفسر آلية حدوث الظَّواهر المجتمعيَّة والسِّياسيَّة بوصفها أمراً واقعياً، ولأَنّ النِّظامين الملكي والجمهوري محلّ جدل ما بين معارض ومؤيد، فإنَّ شرعَة الدَّولة ومبدأ السِّيادة من بين المضامين اللاتي تباينت أدوات النُّظم عند تطبيقها، وكانت الـنظم لدى عـلماء الاجتماع " شكلاً محدَّداً وقائماً للعقل الجمعي، أو بمعنى آخر تنظيم الأفكار و المشاعر أكثر من كونها مجرد تنظيم للأفراد ". فالنظم هي المحتوى الذي يستوعب كافة أوجه السُّلوك الإنساني في المجتمع من تفاعلات وعلاقات وأنشطة، وسلوك الإنسان يتأثر بالنُّظم وما تفرزه من قوانين، تكفل مستوى معين من إشباع للحاجات الإنسانيَّة المختلفة والمتعدّدة، التي تتبلور في شكل وسائط متآلفة (الأسرة والعشيرة والقبيلة والأمة أو الدولة)، وبذلك تنوعت عملية التَّفاعل الَّتي أنشأت العديد من الأدوات لتطبيق فلسفة نظرية العقد الاجتماعي في الحكم. ويُعدُّ (جان جاك روسو) من الفلاسفة والمفكرين الَّذين اهتمُّوا بتنظيم المجتمع في ظلِّ التَّغيرات المواكبة لعصره، والَّتي أثْرت في نمط تفكيره واتِّجاهاته القيميَّة، وأخذ يبحث عن عوامل جديدة يفسر بها انضباط السُّلوك الإنساني، فصاغ عقده الاجتماعي والَّذي قام على آلية فهم العلاقة الجدليَّة بين الإنسان والمجتمع، وطبيعة خضوع الفرد للسُّلطة السِّياسيَّة والاجتماعيَّة، معتبراً الأسرة الأنموذج الأول للتَّنظيم المجتمعي وائتلاف الجماعة السـياسيَّة " فالرَّئيس هو صورة الأب، والشَّعب صورة الأولاد، وكلُّهم وقد ولدوا متساوين وأحرارا لا يتنازلون عن حرِّيتهم إَّلا لمنفعتهم". ونظراً لتأثر سلوك الأفراد بمستوى ما يحققونه من إشباع لرغباتهم، فإنَّ العقد الاجتماعي يهدف إلى تنظيم رغبات الإنسان وتلبية احتياجاته وتحسين حياته، لذا أكد (جان جاك روسو) وجوب أهمية انتماء الفرد للمجتمع، وتحديد مهمة رئيس الدَّولة بموجب عقد أتفاق يضمن تسيير شئون الحكم، وكيفية ممارسة السلطة بين أطراف العقد، لتتم عملية إسقاط دور الأسرة ووظيفتها في المجتمع الإنساني باعتبارها محدداً أساسياً وانعكاساً لواقع المجتمع السِّياسي برمته، ولهذا تحددَّت العاطفة الأبوية وفقاً لتنظيره بمسؤوليَّة ما يقدِّمه الأب من خدمات للأبناء وكذلك الرَّئيس، فتنازُل أفراد الشَّعب أو الأبناء عن جزء من حرياتهم لا يكون إلا بمقابل حصولهم على المنفعة اَّلتي يرغبونها، إذاً حاجة الأفراد ورغباتهم غير المشبعة تؤثر في اتجاهاتهم ومواقفهم وسلوكياتهم، وهذا يُثبت أنَّ محتوى العقد ومضمونه لم يمنح الأسرة الممتدة اعتباراً، فرابطة الفرد بأسرته تتحد بمدى المنفعة التي يجنيها بوجوده داخل بنائها، لتكون العلائق الَّتي تربط أفرادها محدده بما يقدمونه من تنازل عن جزء من حرِّيتهم، في مقابل المنفعة التي يعتقدون بأنها تلبي حاجتهم، وقيمة الحرية هي جوهر العقد الاجتماعي الذي أكد محتواه أحقية أفراد الشعب في نيلها وممارستها، ولكن عندما تتنازل مجموعة عن حرِّيتها فكيف يمكن لها أن تنال الحرّية التي جاء العقد منافياً لها؟ ألا يعد ذلك غموضاً وفيه محاذير تستوجب الكشف عنها وتبيانها والتعرف على ما يجب تجاهها؟ ولأنَّ الحرية مبدأ وقيمة ينبغي أن تُجسد وتُمارس بأسلوب ديمقراطي وبإرادة واعية، إذاً كيف يُمكن للوحدات الإنسانية المتنازلة عن حرِّياتها أن تمتلك حقوقها، وتؤدي واجباتها، وتْحمُل أعباء مسؤولياتها بدون ممارسة الحرية؟ وهنا تكمن الإشكالية البحثية في التَّساؤلات الآتية: من الذي يتنازل عن حرّيته ولصالح من؟ وهل يتمكن المتنازل من ممارسة حقوقه وتأدية واجباته ويستطيع أن يتحمل المسؤولية، الَّتي قد تناط به على المستوى الأسري أو حتى على مستوى الدَّولة؟ وهل هناك شخص متكامل حتَّى يتَّم التَّنازل له عن حرِّيات الأفراد ؟ ومن يتنازل عن حريته هل يصح أن يكون مواطنا ًصالحاً؟ هذه المكامن الإشكالية تحتاج منا إلى إجابة واعية لطبيعتها وتقّصٍ علمي محدد. ومن هنا يكتنف العقد الاجتماعي لـ (جان جاك روسو) الغموض واللَّبس في بعض جوانبه، فهو عقد مضامينه مبنَّية على السِّيادة الجزئَّية لا السِّيادة الكاملة، فالأفراد يتنازلون عن حقوقهم وحرِّياتهم الَّطبيعية لتتكَّون الإرادة العـامة الَّتي هي إرادة الكـلِّ الجمـعي لديه، وأشار (قباري محمد اسماعيل) إلى الكيفية التي يتم بها التنازل في ذلك العقد " على الأقليَّة أن تحترم إرادة الأغلبية، لأنَّ الإرادة العاَّمة لا تخطيء، كما تهدف إلى الخير العام، لأنها إرادة صائبة دائما ونافعة نفعًا مطلقاً، لأنَّ الإرادة العامة أصلاً هي نزعة إنسانيَّة هادفة تنزع نحو أفعال لا تحقِّقها إلا إرادة نافعة خيرة ". إنَّ العقد الاجتماعي مؤسس على قاعدة الأغلبية السَّاحقة، والأقليَّة المسحوقة، الَّتي عليها أن تنصاع لأمر الأغلبَّية حتَّى وإنْ خالفتها الرَّأي " إنَّ الخضوع السياسي في جوهره أخلاقي قبل أن يكون مسألة قانون أو سلطة ". وهذا ما يجعل مبدأ الخضوع للسلطات العليا في مستوى توافقي مع القيم الأخلاقية المتضمنة للسيادة والمؤكدة في العقد الاجتماعي" إنَّ السِّيادة لا يمكن أن تُمَّثل، لأنَّه لا يجوز التَّصرف بها، وهي في جوهرها تقوم بالإرادة العاَّمة والإرادة لا تمثل أبدا، فهي هي أو هي غيرها و لا وسط لهذا فنوَّاب الشَّعب إذاً لا يمكن أن يمثِّلوها وهم ليـسوا ممثـليها فلا يمكنهم أن يقرُّوا أمراً ما بصفة نهائيَّة ". لذا فإنَّ (روسو) بنى نظريته أساسا على نقل السِّيادة من مصادرها الإلهيِّة إلى مصادر اجتماعيِّة، وهذه السيادة تتولى إنشاء الحكومة وانتخابها ومراقبتها وعزلها، أيّ أنَّ الحكومة عند (روسو) وكيل عن الشَّعب ليس إلا، وهذه إشكاليَّة فالشَّعب لم يكن غائباً حتَّى تتمَّ الإنابة عنه. والفرق كبير بين من ينوب عنك وبين من يحْمِل مسؤوليَّة الصِّياغة الموضوعيَّة للقرارات السِّياديَّة، ويتحّمل أعباء الدِّفاع عنها في مجالات وأماكن الصِّياغات العامَّة للقرارات والعمل على تنفيذها، ولذا فإنَّ إشكالية البحث هذه تتطلب كشف الحقائق وإزالة اللَّبس والغموض، الَّذي قد يكتنف المفاهيم والمصطلحات السَّائدة في عقده الاجتماعي والتي تمركزت على شيئين رئيسين هما قول نعم من قبل المؤِّيد وقول لا من قبل المعارض، ولأنَّ الجدل الحضاري والمنطق الموضوعي لمدارسة القضايا الاجتماعيَّة لا يتمركز على هذه القاعدة، لذا لا تُعدّ هذه المحاولة محل اتفاق عام، حيث نجد أنّ هناك من يرى قول نعم كافية لمن يؤِّيد وقول لا شافية لمن يعارض، ولكنَّ الَّذي له رأي ثالث لا محلَّ له في موازين نظريَّة العقد الاجتماعي وهذه إشكاليَّة أخرى تستوجب البحث. وبالنَّظر إلى مبادئ مهنة الخدمة الاجتماعيَّة الإنسانيَّة ذات الخصوصَّية، والتي من ضِمنها (حقُّ تقرير المصير) الَّذي يتمركز على الاعتراف بممارسة الحقوق وأداء الواجبات وحَمْل المسؤولية دون إنابة، حيث إنَّ عمليات الدراسة المعتمدة في المهنة لا تنجز بنجاح وموضوعية، إذا ما تمَّت الإنابة عن الذين يتعلَّق الأمر بهم. وهنا تتسع الفجوة الفكريَّة بين ما ترمي إليه نظريَّة العقد الاجتماعي، وما تتأسس عليه مبادئ مهنة الخدمة الاجتماعية من قيم إنسانية " تقوم على الاعتراف الكامل بكرامة الإنسان الفرد والمجموع، واحترام حريته في تقرير مصيره طبقاً لما يراه، وأنَّ الظروف التي يعيشها يؤثر بها ويؤثر فيها، ومن ثم فهو قادر على تغييرها ليس مجبولاً على وضع معين وأنَّه في أحلك ظروفه قادر على التقييم المستمر نحو الأحسن إذاَ ما توافرت له عناصر ذلك التغيير". ولأنَّ القِّيم هي مكْمن الفضائل والأخلاقيات الإنسانيَّة والمهنيَّة، فإنَّ تنظِّيم المجتمع إن لم يؤسس وفق القيم والفضائل التي تعترف بقدرة الإنسان على تغيير واقعه للأفضل، وتقرير مصيره بدافع الإرادة الذاتية لا المصطنعة، فإنَّ هناك عوائق وإشكاليات تعترض مبدأ حق تقرير المصير، الذي يُعد جوهر فلسفة التنظيم في المهنة والمجتمع، ولذا فإن هذا التّضادّ بين الطرحين (الفكري والإنساني) ينبغي أنْ لا يُغفل عنه بالبحث العلمي. وعندما يقررِّ (روسو) في مؤلفه بأنَّ على الأقليَّة أن تنصاع لرغبة الأغلبيَّة وتتبعها، حتَّى تتحقَّق الحرِّية للجميع، ذلك لأن الأغلبية وفق نظريته دائما محقة. ولكن ألا يُعدّ انصياع فئة لأخرى خالياً من أساليب ممارسة الحرِّية ؟ ولذا فإنَّ ما تضمَّنه العقد الاجتماعي قد لا يتماشى مع قيم الشُّعوب الأخرى ورغباتها ومستجدات العصر الحالي " بل وصلت حركة التاريخ إلى مستوى حضاري لا مكان فيه للإنابة والَّتمثيل". حتَّى يتسـنى للجميع الحوار المنطـقي القائم على التفـهم لفتح آفاق الحوار على الآخر، وتحقيق التَّواصل بين أهل الأديان والشُّعوب الأخرى، وتفادي ما قد يحدث من صدام وصراع بينها. وحق تقرير المصير أحد حقوق الإنسَّان الطبيعيَّة والإنسانيَّة التي مدادها شرعة الله، وتفعيل وجوب ممارسة هذا الحق في جميع مناحي الحياة السِّياسيَّة والاقتصادية والاجتِّماعيَّة والروحية، إنَّما يُعبر عن مصداقية نظم المجتمع في التعاطي مع القيم الَّتي تدعم كرامة الإنسان، ومهنة الخدمة الاجتماعية "تقوم على أساس من الفلسفة الديمقراطية التي تؤمن بقيمة الفرد والجماعة والمجتمع، والثقة في قدرة الفرد على تناول أموره بنفسه مهما فقد من قدرات أو واجهته العديد من المشكلات، وأنَّه قادر على التغير وعلى تقرير مصيره بنفسه "ولما كانت مهنة الخدمة الاجتماعية مهنة تتسم بالتَّكامل في مبادئها وأهدافها ومجالاتها وطرقها، الَّتي جعلت من حقِّ تقرير المصير مبدأ ذا أهمية، يستوجب تحليل مضمونه وفلسفته التي احتواها، لكونه مبدأ يعترف بحقِّ الإنسان في اختيار الحياة الَّتي تلائمه بإرادة وفق قيمه ومعتقداته الَّتي جعلت له خصوصيَّة اجتِّماعيَّة تميزه عن غيره. ولأنَّ مبدأ حقِّ تقرير المصير يُمكِّن من " إتاحة الفرصة للفرد أو المجتمع أنْ يتَّخذ القرارات الَّتي يترتب عليها إحداث تغيرات بالنِّسبة له، مادامت لديه القدرة على ذلك، ومادامت قراراته لا تتسبب في وقوع أضرار على الغير". هذا ما جعل جميع التسَّاؤلات البحثِّية تتمركز على توافر المعرفة الواعية بالعلل والأسباب، وما يترتب عليها في دائرة المتوقع وغير المتوقع منها. أهمِّية البحث: تبرز أهمِّية البحث في التَّعرف على ما يطرحه العقد الاجتماعي لـ (جان جاك روسو) من محتوى فكري ومضمون فلسفي، وما تضمنه من قيم وقواعد وأسس تنظم المجتمع الإنساني، ومحاولة إيجاد تصور تنظيمي لحياة الأفراد والمجتمعات بغية تحقيق الرفَّاهية والعدالة الاجتماعية. وبما أن قيمة الفرد واحترام كرامته وآدميته قد تتباين وتختلف في العقد الاجتماعي عنه في مبادئ مهنة الخدمة الاجتماعية، فإنَّه لمن الأهمية رصد قيمة الإنسان وكرامته في عقد (روسو) ومهنة الخدمة الاجتماعية المتضِّمنة منذ بداياتها لمبدأ حق تقرير المصير فكرياً، وعليه نورد أهمية البحث في التالي: لم يتم تناول موضوع تحليل مضمون العقد الاجتماعي لجان جاك روسو وعلاقته بمبدأ حقِّ تقرير المصير في الخدمة الاجتماعية، وفقا لما تمَّ الاطلاع عليه من مصادر وكتب متخصِّصة وكذلك عبر شبكة المعلومات الدولية (الانترنت). بما أنَّ مهنة الخدمة الاجتماعية مهنة إنسانيَّة وأخلاقية تتضَّمن قضايا جامعة لا مانعة، فإنَّ حقَّ تقرير المصير مبدأ من مبادئها لم يستوف حقَّه علمياً بالبحث والتَّحليل في
وئام محمد الهادي الخوجه(2010)

Social work education in the Middle East and North Africa: Students’ perspectives at 13 universities in 10 countries

دراسة عن الصعوبات التي تواجه تعليم الخدمة الاجتماعية بالدول العربية، وهي دراسةميدانية أجريت بعدد (10) دول عربية ـ تناولت واقع تعليم الخدمة الاجتماعية بهذه الدول و الصعوبات التي تواجهها الدول العربية لتعليم الخدمة الاجتماعية. arabic 22 English 97
Mansour Amarah Eltaef(1-2020)
publisher's website